يؤكد “خالد جواف”، رئيس لجنة التربية السابق بالمجلس الشعبي الولائي أن معضلة قطاع التربية تعد مسؤولية جماعية، ويضيف في حوار لأخبار الجلفة أن مشاكل القطاع عديدة ومتشابكة، وتستدعي بذل مجهودات كبيرة للخروج من نفق النتائج السلبية، مشيرا في الوقت نفسه إلى اعتماد خطة عمل خلال الموسمين الفارطين حققت نتائج إيجابية.
ويقدم رئيس لجنة التربية السابق في هذا الحوار حلولا ميدانية لمختلف المشاكل المطروحة بقطاع التربية، حيث اقترح إعادة تقسيم الولاية تربويا إلى مقاطعتين أو أكثر، وزيادة مصلحتين إلى مصالح مديرية التربية وغيرها من الاقتراحات التي تحدث عنها في هذا الحوار …
أخبار الجلفة: كريم يحيى
أخبار الجلفة: في ظل المشاكل المعقدة التي يعرفها قطاع التربية بولاية الجلفة منذ سنوات، ما هي الآلية التي اعتمدتها كرئيس لجنة للتربية للمجلس الشعبي الولائي في العهدة الفارطة للعمل على حصر مختلف النقائص المسجلة؟
في الحقيقة، كانت الانطلاقة بالاتصال المستمر مع الشركاء الذين لهم علاقة بالقطاع وما أكثرهم، ففي البداية كنت أعتقد أن مديرية التربية هي اللاعب الوحيد في ملعب التربية، ومع مرور الوقت اكتشفت أن هذا القطاع له علاقة وطيدة بكثير من القطاعات الأخرى، من مديرية التخطيط، إلى مديرية السكن والتجهيزات العمومية (بناء المؤسسات وترميمها)، مديرية الصحة ( تأطير وحدات الكشف والمتابعة)، سونالغاز (توصيل الكهرباء والغاز)، ومديرية الإدارة المحلية (التجهيز المدرسي)، إضافة إلى رؤساء الدوائر والبلديات… إلخ
بالإضافة إلى جمعيات أولياء التلاميذ، ونقابات القطاع، والإعلام، وبذلك فقد كان عمل اللجنة متداخلا وشاقا، خاصة وأن بعض الإشكاليات المطروحة حلها على المستوى المركزي.
ما هي طبيعة الملفات التي تم تقديمها خلال العهدة الفارطة وأهم محاورها؟
قدمت اللجنة على امتداد هذه العهدة خمسة تقارير يمكن تصنيفها إلى صنفين:
1- تقارير تخص كل ما يتعلق بالعملية التربوية (دورة أفريل 2008 – جانفي 2009 – جانفي 2012) تحتوي على (مؤشرات إحصائية ـ التأطير ــ الهياكل ــ التجهيز ــ الكتاب المدرسي ــ منحة التضامن المدرسي ـ النقل المدرسي ــ المطاعم المدرسية ــ الصحة المدرسية ــ جمعيات أولياء التلاميذ الجامعة ــ الخدمات الجامعية ــ جامعة التكوين المتواصل )
هذه التقارير كانت خلاصة اجتماعات بمقر المجلس الشعبي الولائي مع كل الشركاء في القطاع (مديري التربية – رئيس الجامعة – مديرو الخدمات الجامعية – مدير السكن و التجهيزات العمومية dlep- ملحقة الديوان الوطني لمحوا الأمية و تعليم الكبار – المركز الجهوي للتعليم و التكوين عن بعد – مدير جامعة التكوين المتواصل – أولياء التلاميذ ) بالإضافة إلى الاتصالات المستمرة مع المصالح المختلفة لمديرية التربية و مديريات التخطيط و الصحة و سونالغاز .
ومن قناعتنا أن المعلومات لا توجد فقط على صفحات التقارير القطاعية نزلت اللجنة في زيارات رسمية لكل دوائر الولاية على امتداد سنوات العهدة في اجتماعات جمعت كل الشركاء على المستوى المحلي (رؤساء الدوائر و البلديات – المفتشين – مدراء المتوسطات و الثانويات – جمعيات أولياء التلاميذ – ممثلي المصالح التقنية – ممثلي الصحة المدرسية – ممثلي الإطعام المدرسي ) وبالإضافة إلى ما كان يطرح خلال هذه الاجتماعات وبعد استرجاع الاستمارات كانت تتوج هذه الاجتماعات بزيارات لبعض المؤسسات و المنشآت للوقوف عن قرب على مظاهر الاختلال و المشاكل ، ويوثق كل هذا بصور أو فيديوهات لعرضها أمام السادة أعضاء المجلس و الهيئة التنفيذية برئاسة السيد الوالي .
وكانت هذه التقارير تذيّل بتوصيات لمختلف الشركاء على اختلاف مستوياتهم .
2- نتيجة لضعف نتائج نهاية السنة على جميع المستويات و التي كانت ولايتنا تراوح فيها المرتبة الأخيرة خصصنا تقريرين (أكتوبر 2009 – نوفمبر 2010 ) لتحليل هذه النتائج و استنطاق أرقامها بالمؤسسة متلمسين في ذلك نقاط الضعف للقضاء عليها أو الحد من تأثيرها ونقاط القوة لتعزيزها وتثمينها.
وكانت محاور هذه التقارير:
ـ الامتحانات ( ابتدائي – متوسط – ثانوي ) ـ الإطعام المدرسي ـ الصحة المدرسية ـ محوا الأمية
ـ التعليم و التكوين عن بعد ـ الهياكل الجديدة ـ الجامعة ــ الخدمات الجامعية ــ جامعة التكوين المتواصل.
ونعتقد جازمين أن متابعة بعض التوصيات لهذين التقريرين من طرف الشركاء المختلفين و خاصة مديرية التربية بمصالحها المختلفة و هو ما رصدناه من مؤشرات إيجابية في تقرير نوفمبر 2010 (ص 16) (المعلمين الموحدين من 130 سنة 2008 إلى 35 سنة 2010 ، تغطية اللغة الفرنسية من جامعة الجلفة، زيادة عدد المفتشين، تراجع الأقسام المركبة، ضبط عملية التقويم ، التغطية في التأطير الإداري …. الخ) كانت أهم أسباب النتائج الإيجابية للسنة الماضية والتي تعتبر مؤشر ايجابي على بداية خروجنا من نفق المراتب الأخيرة.
من خلال تجربتكم، هل لنا أن نعرف أهم المشاكل التي رصدتموها خلال ترأسكم لجنة التربية، وما هي الحلول التي تقترحونها؟
يمكن تلخيص أهم الإشكاليات المطروحة بقطاع التربية بولايتنا وحلولها في شكل نقاط، كالتالي:
1- ولاية الجلفة كبيرة جدا بسكانها (1.2 مليون نسمة) ومساحتها (32256 كم2)، وتعداد مؤسساتها (أكثر من 680 )، وتلامذتها (أكثر من 225 ألف)، وبتأطير يفوق 15 ألف مؤطر، وبذلك فإن تسييرها يستدعي مايلي:
- تقسيم الولاية تربويا إلى مقاطعتين أو أكثر.
- زيادة مصلحتين بالمديرية مثل ولايات أخرى.
- التأطير المستقر والكافي لمديرية التربية من رؤساء مصالح وأمين عام، رؤساء مكاتب معينين رسميا.
- إنشاء موقع إلكتروني لتسهيل التواصل مع شركاء وإطارات المديرية.
2- العجز في المناصب تربويا وإداريا: ويتم ذلك بالتشخيص الدقيق بكل مؤسسة تربوية من طرف مصالح مديرية التربية، مع الوضع في الحسبان المؤسسات المتواجدة قيد الإنجاز، والمناصب المحتمل تحريرها عبر التقاعد وتوفير هذه المناصب في حينها.
3- ترميم المؤسسات: الإشكالية هنا تحديد المؤسسات المستفيدة من هذه العمليات وفق الأولويات، وإنجاز الترميمات أيام العطل، فرغم تخصيص الدولة لأغلفة مالية معتبرة فقد وجدنا أن بعض الترميمات ليست ذات أولوية وتتم في أوقات الدراسة.
4- التشخيص الدقيق لاحتياجات كل منطقة من مؤسسات تربوية، فقد وجدنا مؤسسات جديدة شبه خالية، في حين تعاني مؤسسات أخرى من الاكتظاظ يتجاوز طاقتها الاستيعابية بالضعف أحيانا.
5- الإطعام المدرسي: لدينا عجز في عدد المطاعم المدرسية (نسبة التغطية حوالي 68%)، رغم استعداد الوزارة للتكفل بتوفير الإطعام المدرسي لكل التلاميذ، مع تسجيلنا في الميدان لملاحظات أهمها:
- عدم تأهيل العمال القائمين على تحضير الوجبات.
- وجود الكثير من المطاعم داخل قاعات التدريس (مطاعم غير وظيفية)
- صغر قاعة الأكل في المطاعم الوظيفية.
6- الصحة المدرسية: هناك عجز في وحدات الكشف والمتابعة، إضافة إلى عدم التنسيق المباشر بين مديرتي الصحة والتربية، خاصة فيما يخص التأطير (أطباء نفسانيون، جراحو أسنان، أعوان شبه طبيون ).
وماذا بخصوص تحسين النتائج المدرسية وتفعيل الرقابة بشكل خاص في ظل غياب بعض المعلمين والأساتذة واهتمام البعض منهم بمهن موازية؟
من خلال ملفي تحليل النتائج المذكور آنفا، وجذنا أ، هناك مجموعة من الإشكاليات التي تؤثر سلبا على النتائج المدرسية، والتي تم التحكم فيها بشكل كبير خلال الموسمين الماضيين، ويمكن تلخيصها فيما يأتي:
1- ضعف اللغات الأجنبية: والتي تحسنت بفعل القضاء على المعلمين الموحّدين (عربية ـ فرنسية)، وتغطية كبيرة للعجز في اللغة الفرنسية بفضل خريجي الجامعة في التخصص المذكور.
2- التقييم الحقيقي للتلاميذ: بفضل تشخيصنا وبالتعاون مع مديرية التربية في السنوات الماضية توصلنا إلى تحسين التقييم الفعلي للتلاميذ أثناء الارتقاء من مستوى إلى آخر، وهو من أهم نقاط الضعف المسجلة سابقا.
وبخصوص تفعيل أدوات الرقابة، أعتقد أن ذلك مرتبط بشكل كبير بعدد المفتشين وقدرتهم على تغطية كامل المؤسسات، مع أهمية تحسين ظروف عملهم.
كلمة أخيرة:
أتمنى كل التوفيق لأعضاء لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي الحالي، وأنا واثق أنهم سيقدمون الكثير لقطاع التربية نتيجة الخبرة والإرادة التي يتحلون بها، في ظل إشراف رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد ” نعوم بلخضر” الذي أثق كل الثقة بأنه لن يبخل بإعطاء دفع قوي لهذا القطاع الحسّاس.
وبالمناسبة، أوجه عربون شكر وامتنان لزملائي بالمجلس الشعبي الولائي السابق ورئيسه “حميدة مختار” بالعهدة الفارطة، وأتمنى أن نكون قد وفقنا في بناء لبنة في مسيرة التنمية بولايتنا.
ومن خلال موقع أخبار الجلفة أحيي كل سكان ولايتنا وأتمنى أن تعرف قفزة نوعية في جميع المجالات.. شكرا..
حاوره: كريم يحيى