الفن مجال واسع لا يكاد ينتهي عند حس معين و لكن الجمع بين فن الرسم و فن الطبخ حالة خاصة مارستها الفنانة أمينة بن شريف .
هي من مواليد منطقة الجلفة و أم لثلاثة أطفال، كانت بداياتها مع لعبة العجين و تشكيل مجسمات تكاد تكون أعمالا منحوتة تفوق سنها و ليست عجنا من أجل اللعب، فبادر الأب و الأم إلى تشجيعها على مواصلة موهبة قد يكون لها مستقبل جميل من خلال مصاحبتها الى أن ظهرت موهبتها بشكل ملفت في مرحلة متقدمة من الدراسة في مرحلة المتوسط في حصص التربية الفنية التي اكتشف فيها أساتذتها موهبة التلميذة أمينة بن شريف في الرسم و اللعب مع الأقلام و الريشة و الألوان فاحتضنتها مؤسسة التربية و التعليم و بادروا في تنظيم معارض فنية تشجيعا لها .
وبرغم التزام عائلتها و أسرة المدرسة على تحصيلها الدراسي إلا أن أمينة كانت تميل غالبا إلى أجواء الفن و الرسم التشكيلي و كبر معها الشغف لتظهر للناس بتقديم لوحات تحت الطلب على شكل بورتريهات و طبيعة صامتة و غيرها ، لكن مع مرحلة وفاة والدتها وهي في سن صغيرة حولت أعمالها إلى لوحات تعبر عن وضع جديد ألم بالأسرة و بها فكان الفقد موضوع أعمالها بعد لوحات الابتهاج و الإقبال على الحياة ، تقول أمينة ” الرسم و الألوان فن يعبر عن مشاعرنا و أحاسيسنا و أجد فيه ملاذا في ذلك بدل الحديث أو الانفعال الذي يسلكه أغلب البشر ” و بعد مرحلة الزواج و إلتزامات البيت التي تقع على عاتق أي إمراة جزائرية مسؤولة وجدت أمينة نفسها تبتعد قليلا عن شغفها خاصة مع أطفالها الثلاث الذين اعتبرتهم لوحة فنية أخرى في حياتها تستحق الاعتناء و الاهتمام لتعود مجددا الى عالم الرسم و تعتبر أطفالها و وضعها كأم مصدر إلهام و ليس عجزا .
تعتمد أمينة في رسوماتها على المدرسة المستقبلية و التأثيرية و حولت اليوم مواضيع لوحاتها حول المرأة بشكل خاص، حيث ترى ” المرأة تعاني في مجتمع يريد دائما تحطيمها فأردت أن أعبر عن نساء نجحن و يحاربن حتى يصلن الى مكانة تستحقها كل أنثى ” وتميل في أعمالها الى لوحة امرأة يترصدها القناصة من كل اتجاه لكن هي ثابتة و فخورة بنفسها و قوية وترى أنه من الضروري على النساء الاستمرار في التقدم والحلم برغم المعيقات التي يتخبطن بها .
إلى جانب الرسم ، تمارس أمينة بن شريف فن الطبخ و تتابع بشكل كبير مدارس الطبخ في العالم و هي تشارك هذا الفن برفقة أسرتها الصغيرة و تنشره عبر تطبيق انستغرام في عرض الأطباق و الديكورات و ربطت الفنانة ذلك بأن الرسم و جمالياته وجهانها الى ممارسة الطبخ كفن و ليس لمجرد الأكل و تحظى أعمالها تفاعلا عبر حسابها حيث تمارس تأثيرا في مواقع التواصل بشكل آخر .
تحلم الفنانة التشكيلية أمينة بن شريف حاليا في ممارسة الفن و الطبخ معا من خلال حلم يتجسد في مطعم في الجلفة يقدم أطباقا مختلفة ومدروسة تستحويها من خيالها الخاص المليء بالجمال و المشاعر و مسؤوليتها كأم و مربية التي تعلمت مع أطفالها فن العيش أيضا من خلال أن يكونوا مبادرين و متعاونين داخل البيت و فنانين في مواجهة مصاعب الحياة بشكل جمالي مقابل بشاعة الكثير من المواقف .
بقلم : مريم براهيمي
للاطلاع على المزيد من الأعمال : اضغط هنا