لاتزال مناطق الظل بولاية الجلفة محرومة من أبرز المشاريع التنموية بسبب تقاعس السلطات الولائية في تنفيذها، رغم التعليمات المركزية الصارمة في التعامل مع هذا الملف الحيوي، إذ لا تزال السلطات مكتوفة الأيدي دون أي تحرك أو الخروج لمعالجة الاختلالات والنقائص المسجلة بهذه المناطق التي بقيت على حالها .
وقد رصدت ” أخبار دزاير ” بعض المناطق التي تعرف تجاهلا للمسؤولين رغم المراسلات العديدة والشكاوى التي بعثها السكان ولكن لم تلق آذان صاغية.
مشاريع قليلة يمكنها أن تخرج قرية ” القاعو” من عزلتها !
تعيش منطقة القاعو بأم لعظام وضعية مأساوية جراء التهميش والوعود التي لم تجسد ميدانيا، إذ يعلق بعض ساكنيها أنه ” أينما وليت وجهك بين تلك البيوت لن تجد حتما طريقا معبدا ولا رصيف، رغم أن القرية صغيرة”، كما أن القرية تعاني من غياب المياه، في ظل جفاف الآبار القديمة وعدم صلاحية وكفاية الماء الذي تم جلبه للشرب عبر إحدى القنوات.
ووفق السكان، فإن السؤال الذي صار يتكرر كل مرة يرتكز حول ماذا يوجد بمنطقة القاعو من مرافق؟ سؤال كبير يبحث عن إجابة ربما نجدها لدى المسؤول المحلي الذي طالبه السكان بتقديم كشف حساب عن إنجازاته في القرية، خصوصا وأن الأطفال يتنقلون لمسافة 10 كم ليدرسوا .
وتحدث السكان عن وضعية الطريق غير المعبدة، إضافة إلى غياب مرافق الصحة والتعليم والتسوق وغيرها، وهي الإنشغالات التي طالب بها محتجون نصّبوا خيما لمدة 15 يوم علي مستوى الطريق الوطني رقم 01 ب في شطره الرابط بن بلديتي قطارة ومسعد دون زيارة أي مسؤول لهم ونقل انشغالاتهم داعين السلطات المركزية إلى التدخل لإنجاز المشاريع الموجهة لمناطق الظل.
وقد طالب المحتجون بتعبيد طريق طولها 28 كم لتصلهم بطريق تقرت وتقربهم من بلدية مسعد، قصد وضع حد لعزلة هذه القرية، لتصبح المسافة التي تفصلها عنهم 60 كم فقط بدل 100 كم حاليا.
واشتكى السكان من قلة حصص السكنات الريفية الموجهة للمنطقة، فالسكان ليسوا بتلك الكثرة التي تُعجز بلدية أم العظام لتلبية كل طلبات سكان القرية بدل إهمال ملفاتهم ورميها في الأدراج كما هي الحال الآن، و لربما لا تعجز بلدية أم العظام عن توفير حافلة تصلح للظروف الصحراوية لنقل أقل من 25 تلميذ لمسافة أقل من 10 كم يوميا، حسب تصريحات السكان.
ويذكر آخرون أن تعبيد الطرقات والأرصفة فليست بالشيء الكبير لأن القرية صغيرة وعدة كيلومترات كفيلة بإنهاء هذه المأساة المتواصلة، فأين يكمن الخلل ولماذا هذا التجاهل الكبير ، وهو السؤال الذي طرحه السكان دون إجابة من طرف المسؤولين المحليين.
منطقة الشارب بدائرة حد الصحاري تعاني الحرمان والتهميش !
تفتقر منطقة الشارب التابعة لدائرة حد الصحاري من عديد النقائص رغم أنها تعد من أكبر المناطق كثافة، حيث تم إدراجها ضمن مناطق الظل، وهو الأمل الذي تمسك به السكان، على اعتبار أن شكاوى سابقة لتحسين وضعيتهم لم تلق أي رد.
ورغم برمجة الوالي الحالي جيلالي دومي لزيارة ميدانية قبل أشهر ووعد فيها باتخاذ جملة من الإجراءات العاجلة لتوفير المياه، وحتى إنجاز طريق تربط بين بلدية عين افقه ومفترق الطرق ” الشارب ” لربطه بحاسي العش وتحسين وضعية الصحة بهذه المنطقة التي تعاني العزلة ومدها بالكهرباء إلا أن ذلك لا يزال مجرد حبر على ورق.
ومن جهة أخرى، ووفق المعلومات التي تحصلت عليها ” أخبار دزاير “، فقد أنهت مؤسسة ” إمتياز ” التوزيع بالجلفة كافة الإجراءات المتعلقة بالكهرباء الريفية لتزويد سكان مناطق الظل ومن بينها ” الشارب ” بالكهرباء وتم إسناد المشاريع للمقاولات إلا أنها لم تنطلق بعد لأسباب غير معروفة إلى اليوم، فيما أفادت المعلومات أن الأمر متوقف على إمضاء على مستوى الولاية، الأمر الذي جعل سكان مناطق الظل يطالبون بتدخل السطات المركزية.
تلاميذ بلدية دلدول يعانون الأمرين والسبب نقص التجهيزات والنقل المدرسي
يشتكي تلاميذ بلدية دلدول الواقعة جنوب الولاية من قساوة الظروف التي يزاولون فيها تعليمهم، حيث يضطر هؤلاء إلى قطع مسافات طويلة في غياب وسائل النقل المدرسي مما جعلهم يزاولون دراستهم في ظروف جد صعبة قد تدفع عددا منهم إلى الانقطاع عن المدارس خاصة الإناث.
ورغم تخصيص الدولة لميزانيات معتبرة لتحسين ظروف تمدرس تلاميذ المناطق الجنوبية بولاية الجلفة إلا أن الواقع يبقى مؤسفا والنقائص عديدة، والدليل ما حدث خلال السنة المنقضية من نقص في التجهيزات العمومية لم يعوضه النقل المدرسي الذي يبقى شحيحا، الأمر الذي جعل أولياء التلاميذ يطالبون السلطات المحلية بتدارك الوضع.
وعموما، فإن تخصيص الدولة للملايير لرفع الغبن عن سكان مناطق الظل إلا أن الوضع في ولاية الجلفة لم يتغير لأسباب تستوجب تدخلا مركزيا لمتابعة إنجاز هذه المشاريع.
الجلفة: مصطفى بوخالفة