ليس بريئا على الإطلاق أن يُطلق الإعلام الفرنسي نيران حقده باتجاه الجزائر، بُعيد الجريمة الإرهابية بتيزي وزو والتي خلفت عشرات الشهداء من مدنيين وفي صفوف جيشنا الباسل، وليس بريئا كذلك أن يستغل أشباه الإعلاميين والسياسيين وأشباه الحقوقيين، مأساة استشهاد مواطنينا وجنودنا الأبطال، ليمارسوا بخبث ما يدّعون أنها “المعارضة”، فالبيادق يكادون يلتقون مع أسيادهم في فرنسا في التطاول على الجزائر وجيشها، والسعي لإحباط نفسية الجزائريين.
ففرنسا حكمت على نفسها بأنها زعيمة التنظيمات الإرهابية في شمال إفريقيا.. وكل ذلك من خلال إعلامها الرسمي الذي تبنى بل وراح يدافع بطريقة ماكيافيلية عن حركة “الماك” الإرهابية.
مساء اليوم، وبالبند العريض وبالضبط على موقع “مونتي كارلو الدولية”، المعروف عنه اشتغاله لصالح وزارة الخارجية الفرنسية “الكيدورسي”، أطل علينا هذا الموقع بعنوان خبيث جاء كالتالي: “حركة “استقلال منطقة القبائل” تطالب بـ”تحقيق دولي” حول الحرائق وإحراق شاب حيا في الجزائر”. وذلك في سياق حديث المدعو أكسل أمزيان، التي تقول وسائل الإعلام الفرنسية أنه الناطق باسم “حكومة القبائل الموقتة” التي أنشأتها حركة استقلال منطقة القبائل المعروفة اختصارا ب”ماك” لوكالة فرانس برس.
ويتناسى هذا “الإعلام” الفرنسي الإرهابي أنه هو وحلفاؤه من حوّل ليبيا إلى مستنقع للإرهاب تحت غطاء “محاربة الديكتاتورية ونشر الديموقراطية”، وأن الجزائر التي يحلمون بتقسيمها وتفتيتها، هي من عارض سياسة فرنسا وحذّرت من عواقب التدخل العسكري في ليبيا ولا تزال، أما بخصوص البيادق، فمواقفهم تتقاطع بشكل مثير للإستغراب مع مواقف هذا “الإعلام” الإرهابي، وكأننا بهم ينتظرون “خراب الجزائر” لا قدّر الله.
هذا التناغم الشيطاني بين الإرهابيين يُفسر برأيي الأسباب التي جعلت الإرهابي فرحات مهني المقيم بفرنسا منذ سنوات يحظى بدعم قوي من قبل المخابرات الفرنسية والصهيونية والمغربية، إضافة إلى الإهتمام غير المبرر من قبل بعض الأبواق الإعلامية الغربية والعبرية والمغربية للإرهابي فرحات مهني، الأمر الذي يدفعنا إلى الجزم بأن مهندسي المؤامرة كانوا ولا يزالون يراهنون على الإرهاب لإحكام هيمنتهم على الجزائر.
وبرأيي أن تصريحات وخرجات الإرهابيين لا يمكن تبريرها على الإطلاق، وخير دليل على ذلك، التلاحم الكبير الذي أبداه الشعب الجزائري بمختلف أطيافه مع الجيش الوطني الشعبي، والمصالح الأمنية، بعيد الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها الشهيد جمال بن اسماعيل لأنه تلاحم عفوي ويحمل دلالات عظيمة وعميقة، مؤداها أن كل جزائري هو جندي وهو مشروع شهادة في سبيل الدفاع عن استقلال وسيادة وكرامة ووحدة الجزائر.
في سياق التحامل واستفزاز مشاعر الجزائريين دائما، عملت بعض الأبواق الإعلامية والسياسية الرخيصة في الجزائر على استغلال مأساة تيزي وزو للمتاجرة بدماء الشهداء، فعوض أن تُدين بقوة وبشكل صريح هذه الجريمة الإرهابية النكراء، راحت تُبرر بشكل ضمني جرائم الإرهابيين بادعائها ما حدث هو نتاج لاستشراء الفساد وما إلى ذلك من خزعبلات..
إنني لا أتعجب لأمر البيادق الذين سقطوا بحق، لأنهم يروجون لسياسة مشغليهم داخليا وخارجيا، والذين يحاولون عبثا تحويل أنظار الجزائريين عن الخطر الحقيقي الذي يتربص بهم والمتمثل في “حلف مهندسي الإرهاب”، فهل يُعقل أن يسمح البعض لنفسه بانتقاد السلطة وتحميلها مسؤولية الجريمة الإرهابية التي عاشتها تيزي وزو، وفي الوقت نفسه لا ينطق ببنت شفة للتنديد بالإرهاب ومن يقفون وراءه.
شخصيا لا أنتظر من هؤلاء ومن ورائهم فرنسا وأتباعها عندنا، أن يُنددوا بالإرهاب بشكل صريح ومباشر، ما دام أنهم هم المستفيدون منه ومن جرائمه النكراء، ويعملون على استغلال نتائج العمليات الإرهابية لخلق مزيد من الاضطراب والفتن في الجزائر، لكن الأكيد والمؤكد هو أن من حملوا شعار: “العدالة لجمال بن اسماعيل”، سيلقنون هؤلاء وأولئك درسا قاسيا لن ينسوه أبدا، لأن الأمر يتعلق بالجزائر، وما أدراك ما الجزائر، فالجزائر كانت وستظل مُوحّدة، ولن ينجح أيّ كان في الفصل بين دماء شهدائنا التي إمتزجت في كلّ ربوع الجزائر.
بقلم: زكرياء حبيبي