بعدما لقي نجاحا في طبعته الأولى و التي تعد بصمة خاصة بجامعة الجلفة ، هاهي اليوم تحتضن الطبعة الثانية على غرار سابقتها ، حيث شهدت انضمام نقابة الأساتذة الجامعين تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين و هي طرف مساهم في هذه الطبعة .
ومن أجل الاستمرار و تشجيع العمل الأكاديمي، انتهجت UGTA الانتقال من العمل النقابي للأيام الدراسية والملتقيات من أجل تغير فكر العمل الكلاسيكي و الذي يعد في غالب الأحيان وسيلة ضغط وطلب ومطالبة.
وقد نُظمت أشغال الملتقى بحضور ممثل وزير التعليم العالي و البحث العلمي و ورئيس الديوان ممثلا لوالي ولاية الجلفة وعدد من المنتخبين وطلبة الجامعة وممثلي المجمع المدني و مجاهدي ثورة التحرير إحياء لذكرى الواحدة و الستين لإضراب ثمانية أيام 28 جانفي ،04 فيفري 1957 تحت شعار ” كفاح لأجداد و نضال الأحفاد” بقاعة المحاضرات الكبرى جامعة الجلفة .
وافتتح فعاليات الملتقى رئيس جامعة زيان عاشور بالجلفة، ثم أحيلت الكلمة لممثل وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي تكلم مطولا على خصال ومناقب المجاهدين إبان ثورة التحرير بصفته ابن شهيد كما شدد في رسالته على وجوب تلقين التاريخ لجيل المستقبل بكل الوسائل من اجل غرس الثقة لأن ثورة التحرير كما وصفها هي طريقة جزائرية فلا تجدها في بلدان العالم ،كما تطرق في كلمته إلى حيثيات إضراب ثمانية أيام بفضل إرادة الجزائريين ببساطة وضعهم وفكرهم الممنهج، إذ أثّروا في الرأي العام الدولي لأنه في وقتها الجزائر كانت تشغل الرأي العام بفضل حنكة الجزائريين ، وتوالت الكلمات من طرف ضيوف مدينة الجلفة الذين تحدثوا عن إضراب 08ماي 1957 من تنظيم و تأطير.
وفي ختام الملتقى، وبعد أربعة عشرة مداخلة علمية حول إشكالية الملتقى، خلصت لجنة التحليل بتوصيات برئاسة الدكتور “لباز طيب ” من جامعة الجلفة والدكتور “بلحاج أحمد ” جامعة أحمد بن بلة وهران 01 و الأستاذ عبد القادر حليس جامعة الجلفة والأستاذ عبد العزيز ناره جامعة أحمد دراية إدرار، بالتأكيد على ضرورة تثمين هذه الملتقيات التاريخية ، وتوثيق المداخلات العلمية و طبعها إما في مجلة محكمة او على شكل كتاب ، جمع الشهادات و الوثائق المتعلقة بالعمل النقابي و الكفاح الاجتماعي في إطار الحركة الوطنية او الثورة التحريرية ، مع الدعوة إلى عقد الملتقى في طبعته الثالثة العام المقبل المسومة بهدف إبراز نضال رجال منطقة الجلفة في النضال النقابي ، إضافة إلى إدراج أعمال علمية في إطار مذكرات التخرج الماستر والدكتورة تعالج المسار النقابي محليا ووطنيا.
وعرف الملتقى تكريم العديد من الوجوه ، خاصة الأساتذة الجامعيين الذين تحصلوا مؤخرا على درجة بروفيسورة الأستاذية من جامعة الجزائر 03.
وفي تصريح من طرف مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي خص به “أخبار الجلفة “حول سؤال وجه له حول قضية اعتماد ملتقى إضراب ثمانية أيام لحمله صفة الجلفة ، قال إن الكرة بين أيادي منظمي هذا الملتقى وعلى رأسهم جامعة الجلفة و الرفيق الدائم الإتحاد العام للعمال الجزائريين فهم من يقرر استمراره لطبعات أخرى وما ” وقفنا عليه دليل على دعم كل ما يتعلق بتاريخ الجزائر والجزائريين” .
كما توجه برسالة للمختصين في التاريخ و كليات التاريخ على وجوب انتهاج طرق أكاديمية لتسليم المشعل لشباب الجزائر من أجل الحرص على كتابة تاريخ الجزائر وهو خاصية تمتاز بها الجزائر دون غيرها.
و أشار في حديثه إلى أن المركزية النقابية تولي اهتماما خاصا لهذه التجربة التي تم تطبيقها على مستوى الوزارة من ناحية الاجتماعات الدورية من أجل تحديث الفكر والمنهجية.
وأكد ممثل وزير التعليم العالي والبحث العالي على أهمية تنفيذ رئاسة جامعة زيان عاشور بالجلفة للتعليمات، وعقد اجتماعات دورية كل شهرين أو ثلاثة أشهر من أجل ضمان إستمرارية جسر التواصل والحوار للنهوض بقطاع التعليم العالي و تحيينه نحو الأفضل.
ومن جهته، أعرب الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بالجلفة ” العربي ضبع ” في تصريح لأخبار الجلفة عن ارتياحه للتنظيم المحكم للملتقى، وما ناقشه من محاور تاريخية مهمة من منظور أكاديمي، مؤكدا على أن الاتحاد يولي أهمية بالغة لمثل هذا النوع من الملتقيات التاريخية.
أخبار الجلفة: سالم خذير