بالعودة إلى القرن الماضي (القرن العشرين) التي كانت فيها الجزائر حديثة باستقلالها في مطلع الستينات، فبالرغم من ذلك، كانت الجزائر في مواجهة الدول الحديثة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فاضطلعت بما يدور في المجتمع الدولي من قضايا فكانت مناهضة للاستعمار وداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها إلى جانب مساهمتها في تسوية النزاعات الدولية والإقليمية من خلال نشاطها الرائد لدبلوماسيتها وهي لازالت فتية، سواء على مستوى القارة الإفريقية أو على المستوى الدولي، حيث سجلت بذلك حضورا مميزا من خلال وساطتها في عديد النزاعات الدولية.
واليوم في خَرجَة كانت منتظرة من عديد من المراقبين تقف دبلوماسيتنا في مواجهة الجارة “مملكة المَغرب” بعد أن قرّرت “إعادة النظر” في العلاقات معها بسبب “الأفعال العدائية المتكرّرة” من طرف الرباط ضد الجزائر، فجاءت خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية مع تاريخ 24 من شهر أوت (2021) بإعلان من وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية مع المغرب نهائيا.
وأكد الدكتور ” مهدي بوكعومة ” الباحث في الدراسات الإقليمية في تصريح لأخبار دزاير أنّ قرار قطع العلاقات الديبلوماسية الجزائرية المغربية سيادي وفق العرف الديبلوماسي وكان منتظرا، ويُرَى فيه خطوة لمراجعة العلاقات الدبلوماسية واستدراك مساحة السيادة الوطنية وكذا إعادة النظر في عديد القضايا الإقليمية، موضحا أنّ المغرب لم يتوقّف منذ استقلال الجزائر على ممارسة أفعال عدائية ضدّها، وعلى أنّ اتهامات الجزائر جاءت على بينة كتجسس الرباط على مواطنين ومسؤولين جزائريين، وعلى دعم انفصاليين وإرهابيين، وكذا التوّرط في الحرائق الأخيرة التي اجتاحت شمال البلاد في عديد الولايات، ناهيك عما أدلى به وزير خارجية الكيان الصهيوني من بيت الرباط من تصريحات معادية للجزائر دون إقبال أصحاب هذا البيت على توضيح بالخصوص.
وأشار الدكتور ” مهدي بوكعومة ” في تصريحه إلى أنّ وزير الشؤون الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” أعلن في مؤتمر صحفي أن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بعد أن كانت الجزائر قد قرّرت بحر الأسبوع الذي سبق الإعلان “إعادة النظر” في علاقاتها مع المغرب وكذا قرار مجلس الأمن الذي ترأسه رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” الذي جاء من مخرجاته “تكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”.
وفي معرض ما تمّ تقديمه من أسباب، يرى في ذلك الباحث في الدراسات الإقليمية على أنّها متعدّدة بل تعود إلى السنوات الأولى من استقلال الجزائر موضحا على أنّه من الدوافع التي أدت إلى قرار قطع العلاقات مع المغرب “خلفية أفعاله العدائية المتواصلة ضد الجزائر” ابتداءً من أحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسس الأخيرة باستخدام برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي الذي نفى المغرب صلته بها، إلى احتضان “إرهابيين” وحملات التشويه المنظمة ضد الجزائر في المحافل الدولية، مؤكدا إلى ما ذهب إليه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الندوة الصحفية المنعقدة لذات الإعلان على أن الجزائر ترفض أن تخضع لسلوكيات مرفوضة وتدينها بقوة تتبناها المغرب، وسياسات الأمر الواقع وأحادية الجانب الكارثية على المنطقة، كما يؤكد رفض الجزائر الإبقاء على وضع غير اعتيادي في فضاء الاتحاد المغرب العربي…
أخبار دزاير: بوبكر سكيني