مثلما كان متوقعا، تحرّك المخزن ومعه خونة الداخل و الخارج لاستغلال الأوضاع التي تمر بها الجزائر جراء الحرائق التي اشتعلت عبر 11 ولاية، وخلفت استشهاد 34 مواطنا، من بينهم 10 أفراد من الجيش الوطني الشعبي، حيث سعت أبواق الفتنة إلى استغلال مأساة الجزائر خدمة لخطط المخزن.
وشنّ كل من الخونة هشام عبود، محمد زيتوت، أنور مالك، أمير بوخرص، وقناة المغاربية إضافة إلى عدد من النشطاء المغاربة حملات متزامنة ضد الجزائر، مركزين على عدم تكفل الدولة بالمواطنين، وعدم إقحام الوسائل اللازمة لمواجهة هذه الحرائق حسبهم.
وتداول هؤلاء الخونة بتوجيه من المخزن فيديوهات لتدخل رجال الحماية المدنية في مواجهة النيران المشتعلة، مركزين على عدم إقحام الطائرات والحوامات المختصة في إخماد النيران في إطار حملة مركزة لتغليط الرأي العام، بل وعملوا على نشر عدة وثائق مفبركة من بينها وثيقة مزورة عن المؤسسة العمومية الاستشفائية ببجاية، تتضمن احتياجاتها للأدوية لعلاج المصابين بحروق.
طائرات و8000 فرد للحماية المدنية و10 أرتال متنقلة لمواجهة حرائق عبر 11 ولاية
خلافا للأكاذيب التي روجها خونة الداخل و الخارج، فقد تم إقحام الطائرات المستأجرة والطائرات ذات السعة الكبيرة التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي إضافة إلى حوامات الإخماد التابعة للحماية المدنية لإطفاء الحرائق التي اشتعلت بشكل متزامن نتيجة الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، حيث تعدت 48 درجة بولايات تيزي وزو، بجاية، جيجل، قالمة، الطارف، عنابة، وسكيكدة، حسب ما أوضحته نشرية خاصة، إضافة إلى هبوب رياح قوية مع تسجيل استاع رقعة النيران عبر 11 ولاية كاملة.
وأشارت وزارة الداخلية إلى استمرار ” الطلعات الجوية لاطفاء الحرائق بما في ذلك إقحام الطائرات المستأجرة و الطائرة ذات السعة الكبيرة (200) .B) التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، حيث تواصل العمل على مستوى المناطق المتضرة، رغم الظروف المناخية الصعبة بفعل الرياح القوية و الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة.”
و تسهر السلطات المحلية للولايات المعنية – أضاف البيان – على ضمان متابعة آنية و ميدانية للوضعية و التكفل بالإجلاء الاحترازي للمواطنين المقيمين بالقرب من المناطق الغابية إلى أماكن آمنة متى اقتضت الضرورة، فضلا على تنصيب خلايا متابعة محلية مزودة بأرقام تواصل مفتوحة أمام المواطنين.
وجندت مصالح الحماية المدنية 8000 فرد، مع تسخير 529 شاحنة، إلى جانب 10 أرتال متنقلة، وفرقتان للدعم الجوي إلا أن سرعة انتشار النيران صعّب من مهام رجال الإطفاء، خاصة وأن عددا كبيرا من القرى بهذه الولايات يتمركز داخل الغابات، حيث نجحت الفرق المقحمة في إجلاء 1500 مواطن، وتحديدا ببلديتي فناية بدائرة القصر ، وبلدية زبربر بدائرة الأخضرية، حسب بيان رسمي لوزارة الداخلية.
مواطنون وأعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش يصنعون أروع صور التلاحم
صنع المواطنون وأعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي صورا رائعة للتكافل والتلاحم في مواجهة ألسنة اللهب المشتعلة، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عديد الصور والفيديوهات والتي تؤكد تضحية هؤلاء الجزائريين البواسل لإنقاذ الآلاف من المواطنين الذين حاصرتهم النيران بمختلف القرى والمداشر المنتشرة بالغابات.
وأشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتدخلات أعوان الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي والغابات والأمن والدرك ودورهم الكبير في الحد من الخسائر المسجلة، فيما ركز آخرون على نشر فيديوهات للطلعات الجوية للطائرات التابعة للقوات الجوية التابعة للجيش الوطني الشعبي وحوامات الحماية المدنية وهي تفرغ المياه على الحرائق دون توقف، ونجحت بالسيطرة على 36 حريقا عبر 16 ولاية هذا اليوم.
وعلّق عدد من الجزائريين على حملات الخونة وذباب المخزن ضد الجزائر في هذه المحنة، حيث ذكر أحدهم ” وقل للشامتين صبراً، فإن نوائب الدنيا تدور! “، وأضاف ” أن من يتم تجنيده كمرتزق للدفاع وتبرير تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني ومهاجمة مواقف أرض الشهداء له القابلية للقيام بأي أفعال مشينة مهما بلغت درجة خسّتها ونذالتها “.
ودعا عدد من رواد التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تلاحم الجزائريين في هذه المواقف ومواجهة حرب الإشاعات والأكاذيب التي تسعى لتهييج الشارع الجزائري، مؤكدين أن الشعب الجزائري على دراية و وعي تام بحجم التحديات اثناء الأزمات، وأن أزمة حرائق الغابات ستمر وسيقدم الجزائريون درسا لأعداء الداخل والخارج في التلاحم والوحدة أثناء المحن.
موجة حر شديدة واستثنائية و” سلامة الحياة على الأرض على المحك”
تسببت موجة الحر الشديدة التي يشهدها العالم في وقوع حرائق كبيرة بعدة بلدان على غرار كندا واليونان، إذ التهمت الحرائق أكثر من 10 ملايين هكتار في كندا هذا العام، مع تسجيل اشتعال 906 حريق، من بينها 570 خارج السيطرة وفق ما أعلنه مركز رصد حرائق الغابات في كندا.
واستنجدت كندا واليونان بباقي الدول للسعي للسيطرة على هذه النيران، فيما أجلت السلطات اليونانية آلاف السكان بعد فشل الفرق المتدخلة في السيطرة على هذه الحرائق، رغم إقحام 4 طائرات و3 مروحيات في منطقة واحدة، بالاستعانة مع دول الاتحاد الأوروبي.
وأدى الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة هذه الأيام إلى وفاة 12 مواطنا بأمريكا، فيما نصحت السلطات بولاية كاليفورنيا المواطنين بضبط المكيفات عند درجة 25 و26 درجة لتجنب انقطاع التيار الكهربائي.
وفي هذا الإطار، توقع خبير الأرصاد الجوية السعودية حسن كراني في تغريدة له موجات حر عنيفة ستشهدها المملكة ومعظم الدول العربية، حيث أكد أن “الموجة الحرارية التي أدت لحرارة عالية على المتوسط من المغرب العربي، وشرقا حتى دول شرق المتوسط مرورا بتونس والجزائر وليبيا ومصر ودول بلاد الشام والسعودية ودول أوروبا، لم ولن تكون الأولى والأخيرة”.
وأضاف: “سوف تليها موجات أعنف منها، تتوالى حتى نهاية الصيف، فغيروا مفهوم نمط العيش الصيفي المعتاد”.
ويستوجب التغير المناخي الحاد وارتفاع درجة الحرارة اعتماد استراتيجيات جد دقيقة عالميا، ومن طرف الدول تفاديا لتسجيل خسائر في الأرواح وحتى الاقتصاد، إذ جعلت موجة الحر ببعض الدول والفيضانات بدول أخرى العلماء يدقون ناقوس الخطر ويدعون إلى ضرورة اقتناع دول العالم بأهمية التنسيق المشتركفي مسألة المناخ، حيث قالت المديرة التنفيذية لمنظمة سيلفرلينينغ، كيلي وانسور في مقال لها بجريدة ” ذا هيل ” “نحن بحاجة إلى جهود متضافرة للبحث بشكل مسؤول في التدخلات المناخية حتى يتمكن العالم من اتخاذ قرارات فعالة بشأنها معا.. لا شيء أقل من سلامة الحياة على الأرض على المحك“.
أخبار دزاير : عبد القادر. ب