قامت الزوايا في الجزائر بدور كبير في المحافظة على مقومات الشعب الجزائري، من دين ولغة وعادات، كما حمل أبناؤها لواء الجهاد ضد الإستعمار الفرنسي بالمقومات الشعبية وعلى سبيل المثال مقاومة الأمير عبد القادر والإنضمام إلى صفوف الثورة التحريرية المباركة، وفي زيارة ل “أخبار الجلفة” للزاوية القادرية بمدينة مسعد، وفي حديث مع شيخ الزاوية “القن أحمد” أفادنا أن الزاوية القادرية تأسست على يد الشيخ الشهيد سيدي محمد بن عياش الذي حل بمدينة مسعد، قادما من القنطرة قرب بلدية الدويس، وذلك لرؤية صالحة رآها في منامه، حيث سمع هاتفا يقول له “روح إلى مسعد بك تسعد”، فبادر ببناء المسجد سمي بإسمه وكان أول مسجد بمسعد،المعروف حاليا في “حي النواورة”، وبقي المسجد يستقبل المصلين وحفظة القرآن إلى فترة دخول الإستعمار الفرنسي سنة 1857 لمسعد.
وتقوم الزاوية القادرية بنشاطات روحية ثقافية إجتماعية كما أن لها جمعية خيرية للطريقة القادرية معتمدة، هدفها الأساسي هو تعليم القرآن الكريم ويبلغ عدد الطلبة المتمدرسين 70 طالبا، وخلال فترة العطلة الصيفية أكثر من 200 طالب، ويعمل بالزاوية القادرية معلمان متطوعان.
وفي إطار النشاطات تقوم الزاوية القادرية بإحياء المناسبات الدينية والوطنية بالمحاضرات والمسابقات والمدائح الدينية، مع تكريم بعض الأئمة وحفظة القرآن الكريم مشيرا محدثنا إلى أن الزاوية تحتوي على مخطوطات “مصاحف القرآن الكريم، الفقه، النحو، السيرة النبوية الشريفة، الميراث، مدائح دينية، رسائل مختلفة” كما تسعى الزاوية القادرية للصلح بين المتخاصمين، ويتضح دور الزاوية من خلال العمل بكل الوسائل المتاحة لإيصال الخير لكل أبناء الوطن، كما قامت الزاوية القادرية بمسعد بالمساهمة في فك النزاعات ، كما حضرت الزاوية عدة لقاءات في “قرارة” و”ورقلة” وبطبيعة الحال تعمل الزاوية على تحفيظ القرآن الكريم، وتقديم دروس فقهية على مذهب السادة المالكية، والإحتفال بالمناسبات الدينية، ووجه “القن أحمد” الشكر للسلطات المحلية على الدعم المعنوي والزيارات المستمرة، مشددا على الأولياء ضرورة الإهتمام بتحفيظ أبنائهم لكتاب الله، بعيدا عن الإستخدام السلبي للوسائل التكنولوجية وما قد تسببه من مخاطر على الأطفال .
أخبار الجلفة: زليخة عجيمي