توجت الشراكة بين الجزائر وموريتانيا مؤخرا بمشاريع استراتيجية جديدة وهامة، حيث أشرف أمس الخميس كل من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني على تدشين المعبرين الحدوديين الثابتين الجزائر- موريتانيا، حيث يضم المعبر الحدودي الذي أطلق عليه اسم الشهيد مصطفى بن بولعيد على كافة المرافق الضرورية.
وأعطى رئيسا البلدين إشارة انطلاق مشروع إنجاز طريق تندوف – زويرات الممتد على 840 كيلومتر، والذي يعد مشروعا استراتيجيا هاما سيدفع بالعلاقات التاريخية الثنائية إلى مرحلة جديدة.
وأوكلت مهمة إنجاز هذا الطريق الاستراتيجي لعشر مؤسسات جزائرية، ما يسمح للجزائر، ولأول مرة منذ استقلالها، بإنجاز منشأة ذات أهمية كبرى خارج حدودها.
وأمر رئيس الجمهورية عبد املجيد تبون عقب استماعه إلى عرض تفصيلي حول المشروع بالمرور إلى السرعة القصوى في إنجاز المشروع من خلال اعتماد نظام العمل دون انقطاع، والإنطلاق فورا في إنجازه، كما تطرق إلى الآفاق الجديدة للتعاون الثنائي التي سيفتحها هذا المشروع.
وشكر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في كلمة له بالمناسبة رئيس الجمهورية على التزامه بتجسيد هذا المشروع الحيوي، وهنأ البلدين بمناسبة هذا الإنجاز الهام.
وقد أشرف الرئيسان الجزائري والموريتاني يوم أمس على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي بين البلدين، حيث تعتبر همزة وصل بين الجزائر وبلدان غرب إفريقيا، لتضاف إلى 04 مناطق حرة للتبادل التجاري التي تقرر استحداثها بكل من تين زواتين وتيمياوين وبرج باجي مختار والدبداب بأقصى جنوب الوطن.
و أكد رئيس الجمهورية أن “السلع والبضائع الموريتانية واضحة الأصل مرحب بها دون ضريبة”، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمنتجات الجزائرية، ودعا الرئيس المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين إلى الاستثمار في منطقة التبادل الحر والاستفادة من الإعفاء الضريبي والجمركي.
وكشف رئيس الجمهورية أنه اتفق مع نظيره الموريتاني حول لقاء مرتقب يجمع وزيري تجارة البلدين “تعزيزا للتعاون والتبادل الثنائي من خلال إنشاء بنوك وتسهيل دخول السلع والبضائع”، مؤكدا أن طريق تندوف-زويرات ” سيمكن من دخول السلع الموريتانية والجزائرية بطريقة سهلة بين البلدين”.
وأوضح الرئيس الموريتاني أن منطقة التبادل الحر ”ستكون منطقة تلاقي وجسر تبادل”، وثمّن بالمناسبة جهود الجزائر في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وقال الرئيس الموريتاني” أعتقد أنه بفضل الشراكة التي تجمع البلدين وبفضل ديناميكية وخبرة الجزائر سيكون المشروع في الآجال”. وتابع ” أغتنم هذه الفرصة اليوم لأشكر الجزائر ورئيسها على مبادرتها المهمة والتي من شأنها خلق الاندماج والتكامل، وهو ما يسمح لنا بالمضي قدما لاستغلال فرص أخرى، في إطار تقوية مبدإ الأخوة والجوار “.
وأكد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ” نحن فخورون اليوم أن تكون الجزائر بلدا فعالا في المنطقة.”
وتعكس المشاريع الاستراتيجية الجديدة بين الجزائر وموريتانيا العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وحرص الجزائر الدائم على تطويرها أكثر بما يخدم مصالح الشعبين.
أخبار دزاير : عبد القادر. ب