قال اليوم الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمة ألقاها باسم رئيس الجمهورية بمناسبة استقبال رفات وجماجم 24 شهيدا أن هؤلاء الأبطال ” يعودون إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بأرواحهم وحياتهم، يعودون والعلم الوطني يرفرف فوق أرواحهم وأجسادهم الطاهرة التي سرقها الإستعمار الفرنسي البغيض وهربها وعرضها في متاحفه، منذ أكثر من قرن ونصف قرن، للتباهي والتفاخر دون حياء، ولا أخلاق ولا اعتبار لكرامة الإنسان. إنه الوجه الحقيقي البشع لجرائم الإستعمار ووحشيته”.
وأضاف الفريق السعيد شنقريحة ” ها هم أبطال المقاومة يعودون إلى بلادهم تحملهم الأجيال الصاعدة على اكتافهم في هذا اليوم المجيد، عرفانا بفضلهم وفضل تضحياتهم وللمجد الذي صنعوه والعهد الذي قطعوه على أنفسهم من أجل الوطن وحريته وسيادته.”
وتابع رئيس أركان الجيش اولطني الشعبي في كلمته ” في هذا المقام المهيب تمتزج مشاعر الفرح والألم، والتمعن في هذا الموقف الجلل، الذي نعيش لحظاته التاريخية في هذا اليوم، لقد تحقق الأمل بعد كثير من الألم، وعاد الأبطال مكرمين مبجلين، ليلقوا رفاقهم في مربع الشهداء بالأرض الطيبة، بلادنا الجزائر.”
ودعا الفريق السعيد شنقريحة إلى استلهام ” الدروس والعبر من هؤلاء الأبطال وتضحياتهم الجليلة ونجدد لهم العهد والوعد بأن نظل أوفياء لتضحياتهم وآمالهم، والأهداف السامية التي وضعوها نصب أعينهم: تحرير الوطن والحفاظ عليه سيّدا مستقرا موحدا آمنا مزدهرا بين الأمم”.
وهذا نص كلمة افريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
– السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني؛
– أيها الحضور الكريم؛
– أبناء وطني الأعزاء؛
– هذا يوم عظيم، يوم جمعة مبارك؛
– إنه يوم 03 جويلية، ذكرى تأكيد نتائج استفتاء إسترجاع السيادة والإستقلال والحرية.
– إنه يوم إستقبال العظماء الذين صنعوا مجد الجزائر.
– العزة للوطن والمجد للشهداء.
– هاهو حلم الشهداء يتحقق.
– هاهم الشهداء يعودون هذا اليوم إلى أرضهم الطاهرة، الجزائر التي سقوها بدمائهم الزّكية.
وهي مناسبة تاريخية، يشرفني باسم السيد رئيس الجمهورية، أن أقول هذه الكلمات تمجيدا وتخليدا لهذا اليوم الأغرّ، مناسبة استقبال رفات وجماجم 24 بطلا من أبطال المقاومة، وهم دفعة أولى نقلتهم من فرنسا، حيث كانوا محجوزين، طائرة من القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي ترافقهم مقاتلات جوية، نستقبلهم بالمدفعية وبقفز مظلي لأفراد القوات الخاصة، وتلفهم الراية الوطنية، على أنغام النشيد الوطني قسما، تستقبلهم وترحب بهم بوارج القوات البحرية في العاصمة، يستقبلهم المجاهدون ويستقبلهم الأشبال، أشبال الأمة ليأكدوا لهم الوفاء بالعهد والحفاظ على أمانة الشهداء، وصون الوديعة المقدسة.
هاهم أبطال المقاومات الشعبية، يعودون إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بأرواحهم وحياتهم، يعودون والعلم الوطني يرفرف فوق أرواحهم وأجسادهم الطاهرة التي سرقها الإستعمار الفرنسي البغيض وهربها وعرضها في متاحفه، منذ أكثر من قرن ونصف قرن، للتباهي والتفاخر دون حياء، ولا أخلاق ولا اعتبار لكرامة الإنسان. إنه الوجه الحقيقي البشع لجرائم الإستعمار ووحشيته.
ها هم أبطال المقاومة يعودون إلى بلادهم تحملهم الأجيال الصاعدة على اكتافهم في هذا اليوم المجيد، عرفانا بفضلهم وفضل تضحياتهم وللمجد الذي صنعوه والعهد الذي قطعوه على أنفسهم من أجل الوطن وحريته وسيادته.
أيها الجمع الكريم،
في هذا المقام المهيب تمتزج مشاعر الفرح والألم، والتمعن في هذا الموقف الجلل، الذي نعيش لحظاته التاريخية في هذا اليوم، لقد تحقق الأمل بعد كثير من الألم، وعاد الأبطال مكرمين مبجلين، ليلقوا رفاقهم في مربع الشهداء بالأرض الطيبة، بلادنا الجزائر.
السيد رئيس الجمهورية، أيها الحضور الكرام؛
أبناء وطني الأعزاء عبر ربوع الوطن،
لقد قضى هؤلاء الأبطال، أكثر من قرن ونصف قرن في غياهب الإستعمار ظلما وعدوانا، وكانوا محل ابتزاز ومساومة من لوبيات بقايا الإستعمار دعاة العنصرية، إلى أن تحقق هذا اليوم المميز الذي نستكمل به مقومات سيادتنا، ويفرح به الشهداء الأبرار، في هذا المقام العظيم. وفي هذا اليوم المبارك الذي سيسجله التاريخ من الأيام الكبيرة في مسيرة الجزائر المستقلة، لا بد من التنويه في هذا المقام بالجهود المخلصة المضنية التي بذلها السيد رئيس الجمهورية، حتى نصل إلى هذه النتيجة الطيبة والحاسمة، فله منّا كل العرفان والتقدير والشكر من كل الشعب الجزائري وجزاؤه عند الله خير وأفضل.
كما لا يفوتني التنويه بالجهود التي بذلها كل الخيرين، الذين عملوا في صمت وإصرار وصبر ليعود هؤلاء الأبطال إلى أرضهم، أرض أجدادهم وأرض أحفادهم جيلا بعد جيل، يذكرون سيرتهم العطرة، وقيمهم السامية ونضالهم المستميت في سبيل عزة الوطن ووحدته وسيادته، وقدموا التضحية الكبرى وكانوا من الذين قال فيهم سبحانه وتعالى:”ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياءً عند ربهم يرزقون”.
أيها الحضور الكريم،
لنا في هؤلاء الأبطال أسوة حسنة، وقدوة ونموذج يُحتذَى، لقد كانوا أبطالا بكل معنى الكلمة فخلدهم التاريخ، وها هو اليوم يجدد تخليدهم والتذكير بمآثرهم، لقد كابدوا بطش الإستعمار وغطرسته، لكنَّ إيمانهم بوطنهم والإستعداد للموت والإستشهاد من أجل استرجاع سيادته، جعلهم أحياء أبَدَ الدهر ونبراسا يضيء طريق الأجيال وقوافل الشهداء، شهداء المقاومة، وشهداء الثورة التحريرية، وشهداء الواجب الوطني، لتظل الجزائر أبية سيدة محمية بإرادة الله، ووفاء أبنائها البررة واستعدادهم الأبدي للدفاع عن حرمتها وشرفها.
فحري بنا اليوم، أن نستلهم الدروس والعبر من هؤلاء الأبطال وتضحياتهم الجليلة ونجدد لهم العهد والوعد بأن نظل أوفياء لتضحياتهم وآمالهم، والأهداف السامية التي وضعوها نصب أعينهم: تحرير الوطن والحفاظ عليه سيّدا مستقرا موحدا آمنا مزدهرا بين الأمم.
السيد رئيس الجمهورية،
الحضور الكرام،
إن أرض بلادنا الجزائر، قد رويت بدماء ملايين الشهداء صعدت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها، قوافل وأجيال متتالية خلال عشرات السنين عبر كل شبر من ربوع الوطن بِسُهُولِهِ وجباله وهِضابِهِ وصحرائه ووديانه، في شماله وجنوبه وشرقه وغربه امتزجت دماء أبناء الوطن الواحد في أروع نموذج للتضحية والفداء والتلاحم والتضامن ونكران الذات والتسابق للشهادة وتعبيد دروب النصر وافتكاك الحرية المسلوبة.
واجبنا اليوم، وهي أمانة في أعناقنا، أن نحافظ على وطننا الجزائر من كل خطر ومكروه ونحافظ على عهد الشهداء ونرفع راية الجزائر خفاقة عالية بين الأمم، فذلك هو أحسن وفاء لعهد الشهداء وخاصة هؤلاء الأبطال الذين نستقبل جماجمهم ورفاتهم اليوم ونذكر منهم على سبيل المثال أسماء بعض قادة المقاومة مثل: الشيخ بوزيان، وموسى الدرقاوي، وسي قويدر التيطراوي، ومحمد الأمجد بن عبد المالك المسمى الشريف بوبغلة، وعيسى الحمادي، ويحي بن سعيد، وغيرهم من الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن الغالي، ومازالت رفاتهم وجماجمهم تنتظر العودة والإستراحة الأبدية على أديم هذه الأرض الطاهرة.
إن الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية وترسيخ مبادئها وقيمها السامية النبيلة في أذهان الأجيال المتلاحقة هو واجب مقدّس نتحمل مسؤوليته جميعا، وقد لاحت بشائره، هذا الشهر، باعتماد 08 ماي يوما وطنيا للذاكرة في إطار الإهتمام بالتاريخ الوطني الذي بادر به السيد رئيس الجمهورية عند إحياء هذه الذكرى الغالية كما أنّ هذه المناسبة، اليوم، المتعلقة باسترجاع الرفات والجماجم لأبطال المقاومة هي عربون وفاء وثمرة جهود وتعهد إِلتزم به السيد رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد في فيفري الماضي، وها هو يتحقق في غمرة الإحتفال بالعيد الـ 58 للإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، فتحية تقدير وعرفان لرجال الوطن المخلصين.
تحيا الجزائر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار