لا تزال أصداء الاستعراض العسكري الضخم للجيش الوطني الشعبي الذي تم تنظيمه بمناسبة ستينية الاستقلال بالعاصمة تدوي داخليا وخارجيا، بعد أن كشفت قيادة الجيش ولأول مرة عن عينة من العتاد و والأسلحة والمنظومات الصاروخية المتطورة للقوات البرية، الجوية والبحرية.
وتسلط ” أخبار دزاير ” الضوء على التشكيل الاستعراضي للقوات البحرية المشارك في ستينية الاستقلال، حيث ميّزه مشاركة الغواصة ” الونشريس “، تبعتها ” جرجرة ” من اللواء البحري 21 للسفن الغواصة، واللتان تعدان مفخرة أسطول الجزائر البحري، بالنظر لخصائصهما الفريدة وقوتهما التدميرية العالية.
” الونشريس “، ” جرجرة “، ” قلعة بني عباس ” ” الرادع ” وحوش البحار !
وتمتلك الغواصتان قدرات نارية وتدميرية كبيرة، تسمح لهما بالإضافة إلى تدمير الغواصات والسفن الحربية المعادية باستخدام الطوربيدات والصواريخ طويلة المدى بحرـ بحر، كشف وتدمير أهداف برية باستخدام صواريخ بحرـ بر على مسافات كبيرة وبدقة عالية وقدرة تدميرية كبيرة..
وشكّلت سفينة القيادة ونشر القوات قلعة بني عباس إحدى القطع البحرية الهامة التي شاركت هي الأخرى في ترك بصمتها في ستينية الاستقلال، والتي تتميز بقدرتها الكبيرة في حمل عدد من الحوامات ثقيلة أو خفيفة والعشرات من العربات يمكن استعمالها كمركز قيادة محمول ونقل مجموعات من مغاوير البحرية، بما في ذلك زوارق الاقتحام البحرية بهدف تنفيذ عمليات بحرية خاصة كالمنع البحري واقتحام السفن، كما يمكن لقلعة بني عباس نقل أفراد المشاة الميكانية بعتادهم إبرارهم على شواطيء غير مهيئة، مع تزويدها بأنظمة مدفعية واخرى مضادة للتشويش وأنظمة صواريخ مضادة للطيران ..
وكان لحضور الفرقاطة ” الرادع ” إضافة نوعية لأسياد البحر الأبيض المتوسط، والتي تتميز بقدرتها القتالية العالية، والتي تمكنها من كشف وتدمير كل الأهداف المعادية السطحية، العائمة منها والساحلية إضافة إلى الأهداف تحت مائية والجوية
ومما يجعل ” الرادع ” احدى القطع البحرية التي تعد مفخرة الجيش الوطني الشعبي أنها مجهزة بأنظمة أسلحة متطورة تشمل صواريخ طويلة المدى، وطوربيدات وصواريخ مضادة للطيران، بالإضافة لأنظمة مدفعية بعيارات مختلفة ورشاشات ثقيلة، وقنابل تحت مائية
وتحمل الفرقاطة ” الرادع ” حواماتين قتاليتين، بإمكانهما توجيه صواريخ نحو السفن البحرية وقادرة على توجيه طوربيدات مضادة للغواصات..
الغرّاب قاذف الصواريخ ” الرايس بربيار ” صناعة جزائرية خالصة بكل فخر
أقحمت قيادة الجيش الوطني الشعبي في الاستعراض التاريخي والباهر بمناسبة عيد الاستقلال في ذكراه الستين الغرّابين متعددي المهام ” الظافر والفاتح “، واللذين ينتميان للواء البحري للغرّابات، ويتميزان بقوة تدميرية هائلة، إذ بإمكانهما كشف وتدمير كل الأهداف المعادية السطحية وتحت مائية والجوية، كما أنهما مجهزان بصواريخ طويلة المدى مع طوربيدات وصواريخ مضادة للطائرات وانظمة مدفعية ورشاشات ثقيلة وقنابل تحت مائية..
كما عرف الاستعراض العسكري الضخم مشاركة السفينة المدرسة الصومام، والتي أعطت دعما قويا وشكلت نقلة نوعية للمنظومة التكوينية لإطارات وقادة المستقبل، إلى جانب مشاركة السفينة المضادة للغواصات ” الرايس قورصو ” من اللواء البحري 22، والتي ترتكز مهامها على البحث والكشف وتدمير الغواصات المعادية حماية لحدودنا البحرية.
ولأول مرة وبكل فخر واعتزاز تكشف قيادة الجيش الوطني الشعبي عن احدى القطع البحرية والتي تم بناؤها بسواعد جزائرية على مستوى ورشات مؤسسة البناء والتصليح البحريين، ويتعلق الأمر بالسفينة المضادة للغواصات الغرّاب قاذف الصواريخ ” الرايس بربيار “، والتي تعكس مستوى التطور الذي بلغته الصناعة العسكرية في الجزائر.
واستعرضت القوت البحرية مختلف القطع البحرية كسفينة الإنزال والدعم الإمدادي ” قلعة بني راشد ” للواء البحري 52 لسفن الإسناد، ومن مهامها نقل وإبرار المشاة على الشواطيء واسترجاع المغاويرمن الشواطيء المعادية، إضافة إلى السفينتين كاسحة الألغام ” كاسح 1 و كاسح 2 “، وقاطرتي أعالي البحار ” المساند ” والمنجد ” والتي تعد الجزائر من الدول القليلة التي تمتلكهما، إلى السفينة الشراعية المدرسة ” الملاح “.
وعلّق عدد من المتتبعين لهذا الاستعراض أن مراهنة قيادة الجيش الوطني الشعبي على تطوير البحرية الجزائرية أعطى انطباعا لدى الجميع بعودة ” ريّاس البحر ” من جديد، وخاصة مع تصدر الجزائر لأقوى أساطيل الغواصات عربيا وإفريقيا.
الفريق أول السعيد شنقريحة : القوة البحرية مكون رئيسي لا غنى عنه في مسار حسم النزاعات والصراعات الحديثة وهدفنا إعادة الاعتبار للبحرية الجزائرية التي عاشت فترة ذهبية في القرون الماضية
أولت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي اهتماما كبيرا بتطوير القوات البحرية تجاوبا مع ما تفرضه التحديات الراهنة، حيث شدّد الفريق أول السعيد شنقريحة يوم 19 أفريل 2022 في زيارة قادته إلى قيادة القوات البحرية على ضرورة إعادة الاعتبار ” للبحرية الجزائرية التي عاشت فترة ذهبية في القرون الماضية، وكانت تعد، دون منازع، سيدة البحار الأولى”.
وأكد الفريق أول السعيد شنقريحة شنقريحة في كلمة له “لقد رسخت الحروب الأخيرة التي شهدها العالم، أهمية القوة البحرية باعتبارها مكونا رئيسيا لا غنى عنه في مسار حسم النزاعات والصراعات الحديثة، وذلك نظرا للخصائص المتفردة لهذه القوة على غرار المرونة والاستقلالية والقدرة العالية على المناورة في عرض البحر، مما جعلها سلاحا استراتيجيا وحيويا.
من هذا المنطلق، ولأن بلادنا تحوز على مشارف بحرية مديدة تزيد عن الـ 1200 كيلومتر، فقد أولت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، طبقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، رعاية خاصة لقواتنا البحرية”.
وأضاف الفريق أول السعيد شنقريحة ” هذه الرعاية التي تتجلى، خصوصا، من خلال السهر على الرفع المتواصل لقدراتها العملياتية والقتالية، باعتبارها مكونا أساسيا في منظومتنا الدفاعية وعاملا حاسما من عوامل حماية مياهنا الإقليمية بسواحلها الطويلة، من كافة أشكال التهديدات والمخاطر على غرار الهجرة غير الشرعية والتهريب وكذا الحفاظ على مواردنا البحرية.
كما أن هذه الرعاية تهدف أيضا، إلى إعادة الاعتبار للبحرية الجزائرية التي عاشت فترة ذهبية في القرون الماضية، وكانت تعد، دون منازع، سيدة البحار الأولى وقوة يحسب لها ألف حساب في حوض البحر الأبيض المتوسط.“
وتابع الفريق أول السعيد شنقريحة “ فمثل هذا الماضي المجيد لا يمكن أن يكون إلا مصدرا من مصادر الاعتزاز، وباعثا قويا من بواعث الإصرار على وضع القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي، على المسار الصحيح وجعلها قوة رادعة حقيقية، تتماشى سمعتها مع سمعة الجزائر ذات الجذور الثورية العريقة، وتنسجم قدراتها القتالية والعملياتية مع مختلف الرهانات والتحديات والتغيرات الطارئة والمتسارعة التي أصبح يتميز بها عالم اليوم”.
أخبار دزاير: كريم يحيى