يصر بعض الجزائريين على الإستمرار في تنظيم مسيرات، غير آبهين بتفشي فيروس كورونا، رغم الإجراءات المشددة التي أعلنت عنها باقي دول العالم، موازاة مع تنبيه المصالح الأمنية إلى تمكنها من كشف مخططات عملية لحركتي ” رشاد ” و ” الماك ” الإرهابيتين، واللتين تسعيان إلى استغلال الشارع للقيام بعمليات ” إرهابية ” تستهدف استقرار الجزائر وأمنها، على أمل إعادة السيناريو السوري في الجزائر عبر الاعتماد على تحريض معارضين جزائريين في الخارج، فيما تنشط أجهزة مختلفة مغربية وفرنسية وصهيونية لاستغلال الوضع الراهن.
إجراءات مشددة بأقوى الدول للتصدي للموجة الثالثة لفيروس كورونا !
اتجهت عدد من الدول إلى إتخاذ إجراءات أكثر صرامة، لمواجهة التزايد المتسارع لعدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، وظهور سلالات متحورة، أكد خبراء الصحة العالمية أن السلالة الهندية تعد الأخطر بالنظر لما تمتلكه من خصائص جينية مختلفة.
وإذا كان البرلمان الألماني قد سارع مؤخرا إلى تعديل قانون الحماية من العدوى ليمنح الحكومة مزيدا من الصلاحيات، قصد تطبيق إجراءات أشد صرامة لمواجهة الموجة الثالثة من انتشار الفيروس، فإن فرنسا لا تزال تفرض حظرا على السفر الداخلي، ومنعا للتجول الليلي من الساعة 07 مساء إلى 6 صباحا.
ومن جهة أخرى، أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون عن نجاح بلاده في كبح انتشار فيروس كورونا نتيجة الإجراءات الصارمة وحملات التطعيم إلا أنه شدد على الإبقاء على الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار الوباء.
وقد اتخذت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا وتركيا وغيرها إجراءات أشد صرامة للحد من موجة ثالثة لانتشار الفيروس، حيث تم فرض حظر تجول في عدد من الدول، مع منع التجمعات والتطبيق الصارم لإجراءات الوقاية.
بقايا ” الحراك ” يرفضون تطبيق الإجراءات الوقائية ويدفعون الجزائريين إلى ” الهلاك ” !!
عكس الدول التي تتميز بمنظوماتها الصحية القوية والتي أقرت إجراءات جد مشددة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، فإن إصرار بعض الجزائريين على تنظيم مسيرات شبه يومية دون مراعاة أدنى الإجراءات لانتشار الفيروس يضع الجزائر أمام كارثة حقيقية، حيث يقر المتتبعون أن استمرار هؤلاء وتعنتهم غير آبهين بموجة ثالثة لفيروس كورونا سيؤدي إلى حتما إلى حصول كارثة سيدفع ثمنها كل الجزائريين، خصوصا مع تزايد عدد الإصابات والوفيات يوميا مؤخرا.
وقد كشف مؤخرا مدير معهد باستور البروفيسور فوزي درار أن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في الجزائر صار ” مقلقا “، مؤكدا أن تفشي فيروس كورونا عاد للنشاط من جديد في الجزائر، إذ دعا المواطنين إلى الالتزام الصارم بالبروتكول الصحي خاصة ما تعلق بارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي وغيرها.
وللإشارة، فقد تزايدت حالات الإصابة بفيروس كورونا مؤخرا وفاقت 200 حالة، مع تسجيل تزايد في عدد الإصابات بالسلالتين المتحورتين البريطانية والنيجيرية، والكشف عن إصابات بالسلالة الهندية المتحورة بتيبازة.
ويعترف خبراء الصحة في الجزائر أن الوضع صار مقلقا جدا فيما يتعلق بانتشار وباء كورونا، خاصة مع حالة التراخي في أوساط الجزائريين، وإصرار بعض الجزائريين على تنظيم مسيرات سيؤدي لا محالة إلى حصول كارثة حقيقية، حيث حذّروا من استمرار حالة التراخي وعدم مبالاة الجزائريين من خطر هذا الفيروس.
” الماك “و ” رشاد ” الإرهابيتان في سعي متواصل للسيطرة على المسيرات !
تزايدت مؤخرا حملات التحريض لعملاء متواجدين في الخارج بحثهم الجزائريين للخروج إلى الشارع بشكل شبه يومي، مع تسجيل ظهور منتسبين لحركة ” الماك ” بشكل علني بتيزي وزو، لممارسة المزيد من الضغط والتوتر، فيما توجهت قيادات حركة ” رشاد ” الإرهابية لأول مرة إلى الحديث عن خطط ” أمنية ” مع دعوة منخرطيها إلى المشاركة بقوة في المسيرات.
وبرأي المتتبعين، فإن زيادة حملات التحريض مؤخرا تأتي بشكل مدروس جدا، فالهدف إدخال الجزائر في نفق مظلم مشابه لدول عديدة كسوريا، ليبيا، اليمن، وغيرها إما بتفجير الأوضاع عبر المسيرات اليومية ثم إشعال فتيل المواجهات بين المواطنين وقوات الأمن بإقحام عناصر إرهابية في المواجهات لتعفين الوضع على الطريقة السورية، أو استغلال الوضع الصحي الراهن بالجزائر بإخراج المواطنين ” المخدرين ” عقليا لضمان حصول أكبر عدد من الإصابات والوفيات بفيروس كورونا ومنه انهيار المنظومة الصحية والوصول إلى حالة من الفوضى والتي ستزيدها الأزمة الاقتصادية سوء مما يضع الجزائر أمام المساومات الخارجية ويسهل التحكم في قراراتها.
محاولات تعفين الوضع الداخلي بأياد جزائرية وتوجيه خارجي لم تعد مجرد تحاليل، بل أصبحت واقعا، حيث دخلت هذه الجهات مرحلة التنفيذ، والدليل ما كشفت عنه مصالح أمن ولاية الجزائر عن تفكيك جماعة إجرامية تتكون من 08 مشتبه فيهم بباب الوادي والذين ينشطون تحت غطاء جمعية ثقافية غير معتمدة، حيث استطاعت هذه الجمعية الثقافية بتمويل من احدى الممثليات الدبلوماسية لإحدى الدول الأجنبية الكبرى بالجزائر، من اقتناء معدات وتجهيزات تكنولوجية حديثة، استعملتها في انتاج أفلام ووثائق استفزازية وكذا في إنجاز منشورات ولافتات تدعو إلى التحريض خلال المسيرات الشعبية أو ما يعرف بالحراك”.
وقد مكنت هذه العملية من حجز (677) لافتة منسوخة و (07) وحدات مركزية لأجهزة الإعلام الآلي وكاميرا رقمية جد متطورة و (03) أجهزة سكانير و (12) طابعة”.
وتضاف هذه العملية إلى عمليات نوعية أخرى للمصالح الأمنية، أبرزها تلك التي قام بها عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بأمن الجيش، حيث تم القبض على 05 إرهابيين قاموا بالتخطيط للقيام بعمليات بإرهابية بوسط مدينتي تيزي وزو وبجاية بتفجير مركبتين، مع حجز أسلحة حربية.
كما كشف بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني بتاريخ 25 أفريل الفارط عن تفاصيل جد خطيرة، إذ جاء فيه ” استكمالا للتحقيقات الأمنية المتعلقة بالعملية المنفذة في أواخر شهر مارس 2021، من طرف المصالح الأمنية التابعة لوزارة الدفاع الوطني والمتعلقة بتفكيك خلية إجرامية متكونة من منتسبين للحركة الانفصالية “MAK” متورطين في التخطيط لتنفيذ تفجيرات وأعمال إجرامية وسط مسيرات وتجمعات شعبية بعدة مناطق من الوطن، بالإضافة إلى حجز أسلحة حربية ومتفجرات كانت موجهة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، تم الكشف عن الإعداد لمؤامرة خطيرة تستهدف البلاد من طرف هذه الحركة”.
وأضاف البيان ” حيث اتضح من خلال الاعترافات الخطيرة التي أدلى بها العضو السابق في حركة الماك التخريبية المدعو ح. نور الدين، للمصالح الأمنية عن وجود مخطط إجرامي خبيث يعتمد على تنفيذ هذه التفجيرات ومن ثم استغلال صور تلك العمليات في حملاتها المغرضة والهدامة كذريعة لاستجداء التدخل الخارجي في شؤون بلادنا الداخلية، حيث تورط في هذا المخطط عدة عناصر منتمية للحركة الانفصالية “MAK”، تلقت تدريبات قتالية في الخارج وبتمويل ودعم من دول أجنبية.”
وشددت وزارة الدفاع الوطني في بيانها ” أن هذه العملية التي تعكس مدى يقظة المصالح الأمنية لوزارة الدفاع الوطني وقدرتها على إحباط المخططات الإجرامية، لا تزال متواصلة لتوقيف جميع المتورطين في هذه المجموعة التخريبية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار ووحدة البلاد”.
ووفق المتتبعين، فإن الأطراف التي تستهدف العبث باستقرار الجزائر، والتي راهنت في البداية على إخراج المواطنين إلى الشارع، ستواصل تأجيج الشارع وافتعال الأزمات، باستغلال الأزمة الاقتصادية الراهنة الناتجة عن تفشي وباء كورونا، موازاة مع استمرار مسلسل التحريض الذي يديره معارضون جزائريون يشكلون عناصر أساسية في هذه المخططات، ليكون وعي المواطنين بحجم المؤامرة التي تحاك ضد الجزائر في هذه المرحلة بداية إفشال هذه المخططات.
أخبار دزاير: عبد القادر. ب