أطلقت المبادرة الوطنية للجالية الجزائرية بالخارج وهي ثمرة تكاتف لجهود عدد من الجمعيات الخيرية بداخل وخارج الوطن من أجل مكافحة وباء كورونا المتفشي بالجزائر ، بتنظيم مجموعة من كفاءات الجالية الجزائرية منضوية تحت نشاط الجمعية الخيرية الطبية الفرنسية AAFPA التي تملك خبرة واسعة في العمل الطبي الخيري ونقل المعدات الطبية إلى الجزائر أولى عملياتها التضامنية، بإرسال شحنات من المعدات الطبية إلى مستشفيات الجزائر التي جمعتها من تبرعات الجالية بالمهجر، وذلك دعما للكوادر الطبية في الجزائر خط الدفاع الأول في مواجهة الجائحة العالمية كورونا المستجد كوفيد 19 .
و في لقاء مع الصادق الأمين المنسق العام للمبادرة وأحد المشكلين للنواة الأولى التي أطرت حملة التبرعات وتنظيمها ، يقدم لنا تفاصيل أكثر عن هذه المبادرة ..
- حدّثنا عن المبادرة الوطنية للجالية الجزائرية بالخارج وعمّن وقف وراء فكرة إطلاقها ؟
- منذ مدة تسعى مجموعة من الكفاءات الجزائرية بالخارج للمساهمة بخبراتها ذات المستوى العالمي للمساهمة في نهضة الوطن، ومع ظهور الفيروس كورونا COVID19 بالصين وبمجرد انتشاره في إيطاليا وإيران تنبأنا بأن الوباء سيصل إلى الجزائر لا محالة، ومن هنا انطلقت النواة الأولى من الكفاءات في العمل والتي ضمّت كل من المتحدث أمين الصادق من بريطانيا والدكتور حسام كريب رئيس جمعية طبية خيرية بفرنسا والسيدة فتيحة رئيسة جمعية الطفل والأم ببلجيكا و الإعلامي علي مكاوي من جنييف بمشاركة الدكتور ياسين طبيب استعجالات في الجزائر.
وكانت الجمعية الخيرية AAPFA تحت رئاسة الطبيب حسام كريب بمثابة الأرضية لمشروع المبادرة ، استفدنا من خبرات الجمعية في نقل المعدات إلى الجزائر وهي جمعية معتمدة بالخارج والداخل تنشط منذ 6 سنوات في مجال العمل الخيري الطبي بالجزائر، من هنا تضافرت الجهود وانطلقت مبادرة توحيد جهود الجالية الجزائرية بالخارج لمساعدة مستشفياتنا بالداخل .
- ماذا عن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة وتقييمكم للجهود الأولية ؟
- هدفنا الرئيسي هو تزويد خط الدفاع الأول الموجود في مجابهة الوباء في الجزائر من أطباء و رجال أمن وشرطة بكل المعدات الطبية من كواشف سريعة وأجهزة تنفس اصطناعية ومستلزمات الوقاية والحماية من العدوى، ونرى أنهم أولى بالمساعدة لأنهم يتواجدون على محك الخطر في خط دفاع أول.
بخصوص بلوغ الهدف، أرى أننا سجلنا انطلاقة ناجحة ومع بداية الحملة التضامنية للتبرعات، هبّ عدد من رجال الأعمال وأصحاب شركات بتقديم تبرعات بأجهزة التنفس الاصطناعي. وكخطوة أولى قمنا بشراء 13 ألف إختبار كاشف سريع عن الفيروس في شحنة ستصل إلى الجزائر في القريب العاجل، كما جمعنا أيضا 50 ألف قناع طبي ينتظر الشحن إلى الجزائر أيضا، بمقابل نشاط أخر داخل الوطن أين يتم توزيع 2500 كمامة على المستشفيات قمنا بدفع تكاليفها إلى الشركات المصنعة في الجزائر التي بدورها تقوم بتصنيع منتوج وفق معايير الصحة وبقبول وزارة الصحة في الجزائر ، ومن هنا نشجع الصناعة المحلية ، مع هذ الانطلاقة التي لاقت تجاوبا كبيرا في أوساط الجالية بالخارج أرى أننا في الطريق السليم لبلوغ الهدف..
- ماهي آلية العمل في هذه المبادرة ؟
تتلخص الآلية أولا في رصد إحتياجات المستشفيات الجزائرية واحتياجات معهد باستور مع الصيدلية المركزية وبالتنسيق مع وزارة الصحة، من أجل مجابهة الوباء المتفشي كورونا، بالموازاة مع عملنا في جمع التبرعات من الجالية الجزائرية بالخارج، ثم شراء المعدات اللازمة ونعتمد في عملية إقتناء المعدات على خبرة كفاءات جزائرية تعمل في مجال الشحن والصيدلة وفي مصانع كبرى عبر العالم، كما نعتمد أيضا على علاقات هذه المجموعة في ربط شبكة تسهل كل الأمور لتسهيل الحصول عل المواد الطبية التي تشهد ندرة بالسوق العالمية إثر زيادة الطلب عليها. وبذلك يتلخص هدف المبادرة في جمع المعدات الطبية وايصالها لأطبائنا ومرضانا بالجزائر.
- بماذا تتميز هذه المبادرة عن غيرها من الجهات التي أطلقت عديد الحملات التضامنية لمجابهة جائحة كورونا ؟
- ما يميز المبادرة الوطنية للجالية الجزائرية بالخارج هو أنها مبادرة وطنية وجامعة لكل ربوع الوطن ولا تخص بتبرعاتها ولاية عن الأخرى وكل منطقة من وطننا ستصلها التبرعات حسب الحاجة والوفرة، ولا نستثني أي منطقة والمتبرعون متجاوبون جدا مع منهجية العمل هذه .
جانب أخر يميز مبادرتنا هو التنظيم ، نحن نسير وفق منهجية تسيير المشاريع فلدينا عدة أقسام وخلايا من بينها خلية الأطباء والمشرفين على مصالح الأمراض المعدية، هذه الأخيرة تتكلف برصد كل الاحتياجات والوقوف على اختيار نوعية البضاعة المطلوبة مع التركيز على اقتناءها من شركات معترف به عالميا.
من جانب آخر لدينا قسم المحاسبة الذي يقوم برصد كل التبرعات بكل شفافية ولدينا أيضا قسم الشحن الذي يتكلف بإيصال البضاعة إلى الجزائر ليستلمها قسم التوزيع الموجود على مستوى الجزائر، كذلك قسم الإعلام الذي يسهر على توضيح الأمور وإفادة الجالية من المتبرعين خاصة بالمعلومات اللازمة، وبفضل قسم التكنولوجيا الذى نوجه له كل الشكر في إطلاقه لتطبيق على الهاتف يجيب فيه صاحب التطبيق على بعض الأسئلة التشخيصية لأعراض المرض والتي تحسم في أعراض الانفلونزا الموسمية أو الحساسية من أعراض الإصابة بداء كورونا.
- ظهر فيروس و انتشر في ظل بعض الخلافات السياسية وتدخلات بعض الاستغلاليين للأزمة ، في رأيك هل ستتوحد الجهود “من أجل الجزائر”؟
- نعم إنه الوقت المناسب جدا لنهوض الجزائريين وقفة رجل واحد في مواجهة الوباء المتفشي عن طريق العمل الخيري وتوحيد الجهود أمر ضروري وهذا هدف غير معلن لمبادرتنا .
كما أن الفرصة سامحة جدا للدول النامية في النهوض باقتصادياتها لأنها ستجد المساحة والبيئة الملائمة في مرحلة “العالم ما بعد كورونا” والسبب أن الدول المهيمنة ستكون منهكة و منشغلة بترميم اقتصادها المثقل بعبء مرحلة الوباء COVID19. وما علينا نحن الجزائريين إلا انتهاز الفرص في المرحلة القادمة وفرصة العمل الخيري توحد صفوفنا لنهضة وطننا.
- في جو عالمي مشحون تشوبه ظاهرة القرصنة على عمليات شراء المستلزمات الطبية ، كيف تضمنون تأمين إيصال التبرعات العينية إلى الجزائر ؟
- أشير إلى أن الفيروس كشف عيوب المجتمع الدولي وأبرز هشاشة التكتلات الدولية بما في ذلك الاتحاد الاوروبي الذي سارعت دوله إلى غلق حدودها، وصولا إلى ظاهرة القرصنة الدولية على المعدات الطبية، لذلك اتخذت إدارة مبادرتنا كافة الاحتياطات عن طريق تسخير طائرات الشحن بما فيها المدنية والعسكرية لإيصال المعدات والمستلزمات الطبية إلى الجزائر مباشرة، كما تتعاون معنا عديد السفارات الجزائرية عبر العالم مثل سفارة الجزائر في الصين التي قامت بتخزين البضاعة بطريقة مدروسة إلى غاية وصول طائرة الشحن الجزائرية لنقلها بأمان، لذلك فاستراتيجية عمل المبادرة تجعل التبرعات في مأمن عن أي قرصنة دولية .
- كلمة توجهها إلى كل الجزائريين والى ذوي البر والاحسان من الجالية الجزائرية بالمهجر سواء كانوا رجال أعمال ، مشاهير، أو أثرياء أو من الكفاءات؟
- كلمتي الأخيرة هي الحث على توحيد الجهود من أجل القضاء على هذ الوباء، وأوضح للجالية الجزائرية بالخارج أن توحيد الجهود سيكون مربحا جدا للوقت والمال، فمثلا سعر الوحدة في شراء 20 ألف كمامة هو أكثر منه في حالة شراء 100 ألف وحدة، أركز أيضا في كلمتي للمواطنين الجزائريين بالحث على الالتزام بقواعد العزل والحجر الصحي والنظافة والتعقيم وأن يأخذوا الأمر بمحمل الجد لأن عدد الإصابات في تزايد .
حاورته من ألمانيا: فريدة تشامقجي
المكتب الإعلامي مبادرة من أجل الجزائر