دعا الرئيس الأسبق اليامين زروال الجزائريين في منشور فيسبوكي بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد إلى الاعتزازا بانتسابهم بهذا الشعب الذي كتب أروع الصفحات في تاريخ الحرية، واستخلاص المعاني والدروس من هؤلاء ليس بتقييدهم في سجلات للتباهي بها وحفظها بل لاستقراء مواقفهم بعيون اليوم واستشراف المستقبل واسنتهاض الهمم والإرادات.
وجاء في كلمة الرئيس الأسبق اليامين زورال ” فكلما أزف موعد هذا الحدث الجلل تنفتح الذاكرة على مآثر نساء ورجال قضوا على هدي المحجة البيضاء، فكل شهيد هو صفحة مشرقة بالبطولة والفداء ورسم لعزمه وصبره على تحمل الشدائد والمحن والمعاناة، فكم من شهيد خاض المعارك والإشتباكات ضد عدو شرس، فنال شرف الشهادة في ساحات الوغى، وكم من شهيد لفظ أنفاسه تحت التعذيب الوحشي في المعتقلات ومراكز الإستنطاق وفي السجون وفي المحتشدات، وكم هم أولئك الذين راحوا ضحية الإبادة الجماعية وأولئك الذين تفحمت أجسامهم وهم يقتحمون الأسلاك الشائكة وحقول الألغام، وكم هي كثيرة صور الفداء والتضحية. ”
وأكد اليامين زروال ” إن العبرة اليوم باستحضار قيم الشهادة وتمجيد شهداء ثورة نوفمبر هي من أجل تعميق معاني التضحية في سبيل الوطن واستثمار هذا الرصيد الرمزي من القيم والعبر في رص الصفوف وشحذ الهمم لمواجهة التحديات وتعزيز الأمل في نفوس أبناء هذا الشعب البطل للمضي قدما على درب البناء والتقدم.
نعم، فعلى أبناء جزائر اليوم أن يعتزوا بانتسابهم لهذا الشعب الذي كتب أروع الصفحات في تاريخ الحرية، كان ثمنها مليونا ونصف المليون من الشهداء الأبرار الذين عطروا بدمائهم الزكية كل شبر من أرض الجزائر الطاهرة، وعلى ارتباطه الوثيق بمقوماته وأصالته التي كانت دوما ميثاقه ومرجعه في الصمود والذود عن حمى الوطن، والتصدي للمعتدين عبر كل العصور والأزمان”.
وأضاف ” إن إحياء مثل هذه الذكريات وتخصيص يوم وطني لها يحمل أكثر من دلالة، فهو يوم للعبرة والتأمل والإقتداء بمن آثروا الموت في سبيل أن يحيا شعبهم، من بعدهم، حياة العزة والكرامة”.
وتابع ” وبهذه المناسبة أدعو أبناء وطني الأباة إلى استخلاص المعاني والدروس من هؤلاء ليس بتقييدهم في سجلات للتباهي بها وحفظها المشروعين فحسب، بل كذلك لاستقراء مواقفهم بعيون اليوم واستشراف المستقبل واسنتهاض الهمم والإرادات لتستأثر بمصيرها وترسم معالم استراتيجية أمة مؤزرة بقوة معنوية ومادية تمكنها من مواجهة تحديات المستقبل.”
وشدد الرئيس الأسبق اليامين زروال ” إن رسالة الشهيد هي أعظم من أن يحتويها يوم وطني واحد، بل ينبغي أن نعمل دوما وباستمرار على تعزيز ما من شأنه أن يرفع من قيمة الجزائر وأن يؤصل مبادئ ثورة أول نوفمبر لدى الأجيال الصاعدة لضمان التواصل والإستمرار مع الرسالة، رسالة أول نوفمبر الخالدة.”
واختتم اليامين زروال كلمته ” ولئن كان مجال السياسة والايديولوجيات مدعاة للإختلاف، وهو أمر طبيعي ومحبذ، فإن فضائل الثورة المباركة أجمعت عليها كل أطياف شعبنا باعتبارها الخيمة الكبرى التي يستظل تحتها كل بنات وأبناء الشعب الجزائري.
نقف اليوم بخشوع وإجلال ترحما على أرواح شهداء ثورة نوفمبر المجيدة، وحرصا منها كذلك على التأكيد على تمسك شعبها بهويته وقيمه الوطنية، وحرصا أيضا على تعزيز مكانة ثورة نوفمبر وأبطالها في الجزائر التي استعادت بفضلهم سيادتها وحريتها.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار “.
أخبار دزاير: عيسى. ض