عندما التقى رئيس الجمهورية الأسبق المجاهد ليامين زروال بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في 28 ابريل 1999 خلال حفل التنصيب بنادي الصنوبر بالعاصمة الجزائر، كان ذلك اللقاء المناسبة الأخيرة التي جمعت بينهما، بعدها لا لقاء ولا تواصل إلى أن خرج بوتفليقة من قصر المرادية في 2 ابريل 2019 بضغط من الشارع الذي ناهض محاولة تمرير ولاية خامسة للرئيس المخلوع.
لم يكن مطروحا خلال عهدات الرئيس السابق، لماذا لم يتواصل الرئيس الأسبق المجاهد ليامين زروال، مع خليفته في قصر المرادية، كما لم يطرح السؤال عن العلاقة بينهما، غير أن من يعرف كيف تدار شؤون الدولة يعرف جيدا أن العلاقة بينهما لم تكن طبيعية على الإطلاق من منطلق مرض النرجسية التي أصيب به الرئيس المخلوع ما جعله يعتقد أنه أفضل من حكم هذه البلاد منذ خلق الله الأرض.
ولما كان للباطل جولة وللحق صولات وجولات، فإن الاتصال الأول والأخير بين الرئيس السابق ليامين زروال، والرئيس بوتفليقة، كان يوم 30 مارس 2019 من طرف مستشاره وشقيقه السعيد بوتفليقة، الذي اتصل باليامين زروال لإبلاغه أن شقيقه يريد إنهاء مهام الفريق أحمد قايد صالح (رحمه الله) وهو الاتصال الذي عجل بزوال ملك عائلة بوتفليقة.
وبعد 20 سنة وشهر من خروجه من السلطة، اتصل اليوم الأربعاء 20 مايو، الرئيس الأسبق ليامين زروال هاتفيا مع الرئيس الشرعي عبد المجيد تبون، بلغه فيها تهانيه بحلول عيد الفطر المبارك وعبر له عن تقديره للجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة تفشي جائحة كورونا، حسب ما افاد به بيان لرئاسة الجمهورية، وهو ما لم يفعله طيلة عقدين من الزمن، كما وعد بزيارته عندما تسمح له الظروف بالتنقل إلى العاصمة.
وبدوره “شكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أخاه الرئيس اليمين زروال على مكالمته وبادله تهاني العيد وتمنياته له ولعائلته بالصحة والهناء، وجدد له بالغ الاحترام والتقدير اللذين يكنهما له، معبرا عن مشاعر الصداقة والأخوة الجامعة بينهما منذ زمن بعيد”.
الرسالة واضحة كل الوضوح، لمن يفقهون السياسة، فالرئيس زروال لم يكن يوما راضيا عن تصرفات النظام السابق، ولا مساندا لممارساته التي أتت على الأخضر واليابس، وكادت أن تأتي على أركان الجولة الوطنية، لولا لطف الله، وهاهو اليوم يعود إلى الواجهة مباركا ومهنئا للرئيس الشرعي المنتخب، ومثمنا لجهوده في إدارة الدولة والشأن العام، وهي الرسالة التي ستكون غصة في حلق الجهات الرافضة لشرعية الصندوق، وتلك الداعية إلى المراحل الانتقالية وتجنب اللجوء إلى الشعب مباشرة، لأنها دأبت على فعل اغتصاب الحكم والسلطة عبر التعيين.
بقلم: عبد الخالق المحمدي