زكّى أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني اليوم عبد الكريم بن مبارك أمينا عاما للحزب خلفا لبعجي أبو الفضل خلال اليوم الثالث من أشغال المؤتمر الـ 11 بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، وسط أجواء تنظيمية محكمة وغير مسبوقة، حسب وصف المشاركين الذين استحسنوا المستوى النوعي للتنظيم والذي شمل مختلف مراحل أشغال هذا المؤتمر منذ استقبال الوفود.
وتميز المؤتمر الـ 11 للحزب بعودة قوية لأجواء الثقة بين كل منتسبيه وإطاراته، كما عكس الخطاب السياسي القوي للأمين العام الجديد عبد الكريم بن مبارك وتركيزه على عدة مسائل جوهرية في الداخل والخارج، خاصة القضية الفلسطينية، ومسألة الهرولة والتطبيع مع الكيان الصهيوني عودة الحزب العتيد إلى مساره الصحيح في عهد الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والتي عرفت إصلاحات شاملة وجوهرية شملت مؤسسات قضائية، سياسية، وإدارية، تكيفا مع نصوص الدستور الجزائري، لتضع بذلك الجزائر الجديدة حدا للاختلالات التي عرفتها المرحلة السابقة، وتنتهي معها سيناريوهات معارك التموقع الضيقة، التي اصطدمت بتفعيل آليات محاربة مختلف أشكال الفساد.
وأكد الأمين العام الجديد عبد الكريم بن مبارك في كلمته أن المؤتمر الـ 11 كان بهدف ” تجديد جمعية سياسية واعداد مدرسة وطنية وإنشاء قلعة صامدة في مواجهة الطامعين والمتربصين لوحدتنا الوطنية، ضمن مؤسسة تكوينية سياسية حاضنة لمناضليها، هادفة لخلق جيل وطني خلاق، مسؤول ومؤمن بأن الجزائر واحدة موحدة صامدة أصيلة معاصرة متشبثة بعروبتها وأمازيغيتها، مسلمة ومسالمة مفعمة بنوفمبريتها، متصالحة متجانسة متطلعة لآمال شعبها. وخدمة للأجيال المتعاقبة التي ورثهم إياها الشهداء الأبرار والمجاهدون الأخيار والوطنيون الأحرار”، وهي الكلمات التي صفق لها الحضور طويلا، وأعلن فيها الأمين العام عن خريطة طريق حزب جبهة التحرير الوطني.
وشدد عبد الكريم بن مبارك ” نقف اليوم بحزم وعزم لنصونَ الأمانة ولنقطع دابر اليأس مندفعين بلا هوادة نحو تحقيق تطلعات شعبنا. كيف لا، وحزب جبهة التحرير الوطني هو المدرسة الوطنية وهو الكيان السياسي الأصيل والحصن المتين، والذراع الأمين، والحضن الدافئ سليل جيش التحرير والجدار الواقي والسد المنيع.”، مضيفا أن الأفلان ” متوجه بماضي مشرف وحاضر مجدي ومستقبل واعد.”
ولدى تطرقه إلى الظروف الدولية الراهنة الصعبة، قال الأمين العام أن هذا الظرف “يحتم علينا اليوم لم شملنا والتصالح مع أنفسنا وحشد قواتنا ونشر ثقافة التسامح بيننا وإشراكِ طاقاتنا واستغلال مقدراتنا ورسم أهدافنا على ضوء إستشراف ناجع وعمل جاد لكل الجزائريين ولجزائر الجميع.”
وذكّر عبد الكريم بن مبارك بأهمية الالتحام مع الجيش الوطني الشعبي السليل، حيث أكد ” إن الصراعات والنزاعات مزقت أمما وهدمت أوطانا وشردت شعوبا ، فأصبح تلاحمنا أكثر من ضرورة، وتماسكنا أكبر من حتمية والتسامح فيما بيننا شرط لتحقيق ما هو أفضل فوجب الالتفاف حول قيادتنا السياسية والتخندق إلى جانب جيشنا سليل جيش التحرير الوطني، مفخرتنا وحامي ربوعنا.”
وانتقد الأمين العام للأفلان ازدواجية المعايير الدولية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، وما يعانيه سكان قطاع غزة من جرائم ضد الإنسانية، حيث ذكر ” إن الظروف الحالية أكدت بشكل رهيب هشاشة المجتمع الدولي الذي يدير ظهره كلما تعلق الأمر بالصراع الدائر بين الشعب الفلسطيني الأعزل والكيان الصهيوني، فشعب غزة يقتل ويشردُ ويُدَمَّر على مرأى ومسمع العالم في إبادة جماعية لم يعرف العالم المعاصر نظير البشاعتها، في سابقة إجرامية تدينها كل الأديان السماوية وكذا المواثيق والأعراف الدولية”.
وبالمقابل، أوضح عبد الكريم بن مبارك ” إن طوفان الأقصى طوفان يعاكس رياح التطبيع كظاهرة دخيلة وخائبة على الأمة العربية، فالهرولة نحوها غدت تعيسة ومكشوفة هرولة رفضتها القومية الوطنية وتنكرت لها القيادة السياسية وعبرت عنها العقيدة الدبلوماسية الجزائرية مسجلة استشرافا موفقا رسميا وشعبيا للدولة الجزائرية.” وأردف “كيف لا، ورياح التطبيع هبت من الشرق والغرب، ترافقها اكراهات دولية وضغوط قوى ظلامية تُروّج لها أنظمة وظيفية.”
وفي سياق متصل، واصل الأمين العام كلمته ” إن طوفانَ الأقصى هو إحياء لمقاومة مشروعة دفاعا عن العِرْضِ ،والوطن، وتشبت شعب محتل مضطهد بحقوقه، نصرة لمقدسات عزيزة علينا جميعا.”
وشدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني “إن تمسك الجزائر بمواقفها الثابتة ونصرتها التاريخية للقضية الفلسطينية في وقت وَهَنَ فيه الكثير في الجوار والاقليم، يعكس حسنَ الاستشراف وقوة الصمود وحدة البصيرة.”
وأعرب عبد الكريم بن مبارك عن إدانة الجبهة بشدة للاحتلال الصهيوني وجرائمه، قائلا ” إننا اليوم ندين هذا الاحتلال الصهيوني الغاشم وندين بشدة جرائمه كما نثمن مواقف قيادتنا ونتبناها جملة وتفصيلا، كما نناشد أحزاب العالم التي نشاطرها الرؤى التحرك والوقوف الى جانب المستضعفين حول العالم، وذلك بإحلال نظام عالمي جديد عادل يصون الحقوق المهضومة للشعوب المستضعفة.”
ومن جهة أخرى، أضاف “إن قضية الشعب الصحراوي الشقيق هي أيضا في قلوبنا وموقفُ الجزائر ثابت يستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.”، متعهدا كأمين عام بأن يدفع ” بالدبلوماسية الحزبية إلى الأمام وفق العقيدة العامة لفلسفة الدبلوماسية الجزائرية القائمة على مبدأ تحرير الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.”
وثمن حزب جبهة التحرير الوطني برنامج رئيس الجمهورية، حيث أوضح أمينه العام نحن ” ندعمه ونشاركه الرؤى ونشاطرَه الحلم والاعتقاد، إيمانا منا إن القيادة السياسية العليا لها من البصيرة وبعد النظر ما يؤهلها لدفع عجلة التنمية ومن الحرص ما يجعل الوطن والمواطن في أياد آمنة.”
أخبار دزاير: محمد. ي