الثالث والعشرون من شهر جوان من هذه السنة كانت مناسبة للانطلاق من عاصمة ألمانية أعمال “مؤتمر برلين2” بشأن أزمة ليبيا كفصل ثاني عن ذلك المنعقد تحت مسمى “برلين1” في التاسع عشر من شهر جانفي سنة 2019، فقد جاءت المناسبة على سابقتها هذه المرة بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين وتركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، حيث أشار “أنطونيو غوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته المسجلة إلى أنّ سانحة اللقاء هذا تأتي “للبناء على التقدّم المحرز في مؤتمر (برلين1) من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وخريطة طريق منتدى الحوار الليبي”.
وأمام الوضع القائم على حاله حتى اليوم، فالأمم المتحدة تؤكد مرّة أخرى قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في ليبيا، وترى أن تحسين الأمن بها سوف يسهم في التقدم على المستوى السياسي، وبحسبها لن يتأتى ذلك إلاّ بمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار فيها، وعلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان هناك، هذا ما أشار إليه الأمين العام في كلمته بالمناسبة.
وحسب تسريبات صحفية لمسودة البيان الختامي لمؤتمر (برلين2) حول ليبيا المزمع عقده الأربعاء من بحر هذا الأسبوع، فقد كشفت عن أبرز نقاط المخرجات المكوّنة للميثاق من واحدة وخمسين (51) نقطة والتي ستخرج تحت ملمح “المسودة الأوّلية”. فمن بين هذه المخرجات تقديم الدعم الكامل للسلطات الليبية من أجل الدفع إلى إجراء انتخابات قبل نهاية السنة الجارية حسب الموعد المقرّر في 24 ديسمبر، وكذا الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا، ومنح ليبيا عضوية كاملة مقارنة بالمؤتمر السابق.
و بحسب الوثيقة المسربة، فإنها ستُأكد على الاعتراف بالتقدم المحرز منذ المؤتمر الأوّل شهر جانفي من السنة الماضية على توقف الأعمال العدائية واستمرار وقف إطلاق النار ورفع الحصار النفطي، وفي تشكيل حكومة مؤقتة ومنحها الثقة من قبل مجلس النواب، كما ستدعو جميع الأطراف بأن تشجع على بذل المزيد من الجهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدّد في هذه السنة، والسماح بانسحاب متبادل ومتناسق ومتوازن ومتسلسل للقوات الأجنبية بداية من المرتزقة الأجانب من ليبيا، وكذلك تطبيق واحترام عقوبات الأمم المتحدة بواسطة إجراءات وطنية أيضا ضد من ينتهك حظر الأسلحة أو وقف إطلاق النار.
كما تدعو “المسودة الأوّلية” إلى دعم ليبيا في جهودها لحماية حدودها الجنوبية وفرض السيطرة على عبور الجماعات المسلحة والأسلحة عبر الحدود. كما سينص البيان الختامي على أهمية إنشاء قوات أمن ودفاع ليبية موحدة تحت سلطة مدنية موحدة، وكذلك التسريع في تفكيك الجماعات المسلحة والمليشيات ونزع سلاحها وإدماج بعض الأفراد المؤهلين في مؤسسات الدولة. ويؤكد الميثاق مرّة أخرى على ضرورة مكافحة الإرهاب في ليبيا وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وعلى دعوة جميع الأطراف إلى وقف أي دعم للجماعات المصنفة بأنها إرهابية من قبل الأمم المتحدة…
للإشارة، فقد أكد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم خلال مشاركته في أشغال مؤتمر برلين 2 ” على ضرورة الإسراع في وضع حد للتدخلات الأجنبية في ليبيا الشقيقة واحترام الالتزامات المتعهد بها في هذا الإطار مسبقا”. مشددا في نفس الوقت على ” الأهمية البالغة لتحضير الأرضية لضمان نجاح الاستحقاقات الانتخابية نهاية العام مع توحيد المؤسسات الليبية، خاصة تلك المتعلقة بالدفاع والأمن.”
أخبار دزاير: بوبكر سكيني