في إطار النشاطات المخلدة للذكرى الثامنة والخمسين (58) لعيد النصر، وتخليدا وعرفانا لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل استعادة السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة، أشرف اللواء حولي محمد العربي قائد القوات البحرية، على تسمية مقر المصلحة الوطنية لحرس السواحل لقيادة القوات البحرية باسم الشهيد “عواري محفوظ“، وذلك بحضور عائلة الشهيد.
إختتم الحفل بتكريم عائلة الشهيد من طرف السيد قائد القوات البحرية.
ولد الشهيد عواري محفوظ يوم 11 فيفري 1925 بالبليدة، نشأ وترعرع في كنف عائلة بسيطة ومتواضعة ومحافظة على تعاليم الدين الإسلامي، وهو أكبر إخوته السبعة (07)، ساعد أباه في المخبزة التي كان يملكها، ودأب على حفظ القرآن وتعلم اللغة العربية بالمدرسة القرآنية منذ صغره، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية حيث تحصل على الشهادة الابتدائية سنة 1939 ليغادر بعدها التراب الوطني في ذات السنة متجها إلى فرنسا وعمره 14 سنة.
* نضاله الثوري:
بعد وصوله إلى فرنسا تنقل إلى ألمانيا حيث صادف وصوله إندلاع الحرب العالمية الثانية، فجند بالجيش الألماني، وشارك إلى جانب الوحدات الألمانية ضد الجيش الفرنسي، ليتم اعتقاله من طرف الفرنسيين وإرجاعه إلى أرض الوطن، ومحاكمته بمحكمة واد تليلات بوهران، وصدر في حقه حكم الإعدام، ثم تحصل على العفو وأطلق سراحه، ليعود إلى مهنته القديمة ومساعدة أبيه في المخبزة. وفي سنة 1953 إنضمّ إلى حزب الشعب، حيث كلف بمهمة تدريب المناضلين على استعمال السلاح نظرا للخبرة التي اكتسبها خلال خدمته في صفوف الجيش الألماني، وكان من بين المشاركين الأوائل في اندلاع الثورة التحريرية، حيث قام رفقة المجاهدين بالمنطقة بالهجوم على الثكنة العسكرية المسماة (بيزو-BIZOT) ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، وكان الغرض منها الاستيلاء على الأسلحة الموجودة داخل الثكنة لدعم الثورة التحريرية بالأسلحة.
وفي نهاية شهر ديسمبر 1954 خطّط الشهيد عواري محفوظ رفقة إخوانه الفدائيين لتنفيذ عملية فدائية في ثلاث مناطق مختلفة في مدينة البليدة، تستهدف مفتشي الشرطة القضائية للعدو الفرنسي، ولكن السلطات الفرنسية تنبهت للأمر وأفشلت مخططهم وأكتشف أمره، ومن ثم التحق الشهيد عواري محفوظ بالجبال وواصل الكفاح المسلح.
* واقعة استشهاده:
شارك الشهيد عواري محفوظ في عدة عمليات عسكرية خلال تواجده رفقة المجاهدين بغابة الفرنان، وإثر وشاية اكتشف الاحتلال الفرنسي مكان تواجدهم فأرسل قوات كبيرة، وبعد معركة طاحنة تكبد فيها الفرنسيون خسائر بشرية معتبرة، سقط الشهيد في ميدان الشرف يوم 11 جويلية 1955. رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جنانه.
* المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
تحيا الجزائر
بيان وزارة الدفاع الوطني