تعرفُ ولاية الجلفة تسجيل العديد من حوادث المرور في الطرقات الوطنية والولائية ما جعل لجنة تهيئة الإقليم والنقل بالمجلس الشعبي لولاية الجلفة تدق ناقوس الخطر، وتطلق حملة كبرى للوقاية والتحسيس من حوادث المرور، “أخبار الجلفة” التقت رئيس اللجنة “دحماني بلقاسم”، وكان هذا الحوار.
“أخبار الجلفة”: هل لنا أن نعرف تفاصيل الحملة التحسيسية للوقاية من حوادث المرور، التي نظمتموها بداية أفريل من هذه السنة؟
رئيس اللجنة، دحماني بلقاسم: جاءت فكرة القيام بتنظيم حملة تحسسيه للوقاية من حوادث المرور على إثر تناول ملف قطاع النقل في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي، ومن خلال دراسة الملف اتضح لنا هناك نقاط إيجابية في هذا القطاع مثل مشاريع السكة الحديدية التي تسير بوتيرة جيدة وكذا بعض المنشأة غير أن ما لفت انتباهنا وهو موضوع إحصائيات حوادث المرور التي استسقيناها من مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني و الحماية المدنية، وهنا دقت لجنة تهيئة الإقليم والنقل بالمجلس ناقوس الخطر واتفقنا مع السيد والي ولاية الجلفة بتنظيم حملة واعتبرنا ذلك قضية، وشرعت اللجنة في التحضيرات مع مختلف الشركاء والفاعلين من مصالح أمنية وإدارية وتنظيمات ومختلف الهيئات ذات الصلة .
وفي هذا الإطار، أقيم معرض بمقر الولاية شاركت فيه مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني، مديرية النقل، مديرية الأشغال العمومية، مديرية الحماية المدنية بدار الثقافة وتم الافتتاح الرسمي بتاريخ 05 أفريل 2016 أين أعطى معالي وزير النقل رفقة السيد الوالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي إشارة انطلاق هذه الحملة التي تجول قافلتها ربوع الولاية وشارك في هذا الافتتاح ممثلين عن المجالس الشعبية الولائية لكل من المدية، المسيلة وعين الدفلى وتهدف إلى التخفيف من حدة الحوادث أو ما يسمى بإرهاب الطرقات، وتبين أن عدد ضحايا الحوادث بالجزائر سنة 2015 أكثر من ضحايا الحروب.
وماذا عن أهم محاور هذه الحملة والأطراف المشاركة فيها؟
أهم المحاور في هذا البرنامج يتضمن جزأين،الأول خصص للزيارات عبر دوائر الولاية وبلدياتها أين تتعاون مع مختلف الشركاء الفاعلين والاتصال بالثانويات والمتوسطات ومراكز التكوين ومحطات النقل ونقاط المراقبة أين تم تقديم شروحات وتوجيهات وتوصيات وعرض أشرطة فيديو وتوزيع مطويات وملصقات تتضمن صور توعوية للحوادث وإحصائيات وشعارات توجيهية، ونماذج مثالية في بلدان أخرى قصد العبرة.
أما الجزء الثاني مخصص للقاءات المتخصصة مع السادة مديري مدارس تعليم السياقة، ممثلي الناقلين ومحطات المسافرين، لجان السير والتوقف عبر البلديات، الكشافة الإسلامية وبعض الجمعيات، كما كانت هناك حصص تحسسيه عبر إذاعة الجلفة وتنظيم خطب مسجديه أو كل مهمتها لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف دورات رياضية بشعارات من أجل حوادث أقل أوكلت مهمتها لمديرية الشباب الرياضة مسابقة الإذاعية حول قانون المرور، ومسابقات في الرسم في قطاع التربية وفي معهد الفنون بالجامعة حول الموضوع .
الأكيد أنكم لقيتم نوعا من التجاوب مع هذه الحملة، ماتعليقكم؟
يمكن تصنيف التجاوب إلى الإطراف الفاعلة المشاركة تجاوبها وجيد ومشجع من خلال مشاركة بعض البلديات وكان تجاوبها مقبولا، إضافة إلى بعض من القطاعات لم تولي العناية اللازمة لذلك.
من خلال تجربتكم في مجال التوعية للوقاية من حوادث المرور، ماهي الأسباب الأكثر تأثيرا في نظركم؟
أغلبية الأسباب إن لم نقل كلها تعود للعنصر البشري كسائق أو راكب، مواطن، مسؤول، مراقب،إعلامي أو مؤطر … الخ، ولأن أي خلل في تقديري مرده للإنسان عبر مختلف المستويات.
وماهي أهم الملاحظات الميدانية التي وقفتم عليها؟
تأكدت أن المجتمع كله مسؤول لكن بنسب متفاوتة، السلطة من خلال التشريعات التي تحتاج إلى مراجعة سواء في مجال الردع أو في مجال التكوين أو في الحصول على رخصة السياقة أو في تهيئة الطرق وتوفير إشارات المرور، نقص الوعي أو الثقافة المرورية لدى الكثير من المواطنين فهذا أمر محير وملفت للانتباه، ومعالجته أمر ضروري يجب التفكير مليا في ذلك.
كما برزت لنا ملاحظات واقتراحات كثيرة أهمها إعادة النظر في طريقة الحصول على رخصة السياقة وإيجاد ميكانيزم يعالج فكرة العدد اللامحدود لدى مديري مدارس تعليم السياقة، توفير الإشارات الأفقية والعمودية عبر الطرق وفي المدن والتجمعات السكانية، إعادة النظر في سقف الردع للمخالفات، الرجوع إلى العمل بالمحشر عند الحوادث الخطيرة مع سحب رخصة السياقة عند التجاوز الخطير ومضاعفة مدة الحجز عند تكرار الحادث، إجبارية التكوين لدى سائقي الحافلات والعمل على رفع السن إلى أكبر مما هو عليه الآن، العمل على ازدواجية الطرق ذات الحركة المرورية المكثفة للتخفيف من حوادث المرور، تكثيف الرادارات والكاميرات عبر الطرق لتعزيز عمل نقاط المراقبة الأمنية خاصة عند النقاط السوداء، استمرارية التوعية والتحسيس، العمل على رقمنة رخصة السياقة، تخصيص أعوان من طرف البلديات أمام المؤسسات التربوية خاصة الابتدائي، يحملون لافتات لتنظيم خروج التلاميذ، مساهمة الإعلام أضحت ضرورة ملحة في نشر الوعي و تعزيز الثقافة المرورية، العمل على إدخال مفاهيم التربية المرورية إلى المناهج الدراسية أو ضمن النشاطات الثقافية.
كلمة أخيرة لقراء “أخبار الجلفة”:
أناشد الجميع التفهم و التحلي بروح المسؤولية وإعطاء القيمة القصوى للإنسان لقوله صلى الله عليه و سلم: “لزوال الدنيا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم بغير حق” والله الموفق. شاكرا جريدتكم “أخبار الجلفة” على هذه الاستضافة الكريمة، كما أشكر السيدين والي ولاية الجلفة ورئيس المجلس الشعبي الولائي على رعايتهما ودعمهما لمختلف التظاهرات التحسيسية، دون أن أنسى مصالح الدرك الوطني، الشرطة، الحماية المدنية، مديرية النقل، مديرية الأشغال العمومية، إذاعة الجلفة، الأسرة الإعلامية ومختلف الشركاء الذين ساهموا في هذه الحملة التحسيسية.
حاوره: كريم يحيى