بقلم الرصاص على أوراق بيضاء، ترسم بأناملها البارعة لوحات جميلة. هكذا تمضي الطالبة الموهوبة، سارة فردي، معظم أوقاتها مع الرسم الذي تعشقه منذ الصغر.
سارة، 20 سنة، من مدينة عين طاية بضواحي الجزائر العاصمة، سنة أولى ماستر جيوسياسية وسائل الإعلام، بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة و علوم الاعلام. كان لنا معها حوار، في جو هادئ يشبه هدوء أخلاقها، حيث استقبلتنا بالمكتبة لتحدثنا عن هوايتها وشغفها بالرسم.
“ كنت أستغل كل الحصص الدراسية لأطلق العنان لقلمي وأرسم ما يجول في خاطري“، قبل أن تستذكر مبتسمة: ” معلمتي كانت تشكوني كثيرا إلى أمي“. هكذا كانت بداية الحكاية مع الطالبة المبدعة سارة.
بالرغم من عدم التفهم الذي لقيته في محيطها الدراسي، إلا أن سارة لم تتخل عن موهبتها التي ما فتئت تكبر معها.
وككل حلم، رسومات سارة بدأت خربشات صغيرة و بريئة تمثلت في كراس لتصميم الأزياء و مجلات للرسم أعدتها في الطور الإكمالي.
غير أن “المرحلة الثانوية، هي الانطلاقة الفعلية و خاصة بعد التحاقي بالجامعة في العام الأول حيث قررت مواصلة المشوار وبدأت في رسم البورتريهات، ولا زلت أطور في موهبتي باستعمال الفحم و الحبر الجاف“، بهذه العبارات عبرت سارة فردي عن الملامح التي بدأت تتخذها رسوماتها.
وقت الغروب يلهمني
سارة، التي أحبت اللغة الكورية من خلال متابعتها للمسلسلات الكورية، تقول أن قبيل الغروب و هدوء الليل هما أحب الأوقات لها عند الرسم، فهما يلهمانها . ” في بداياتي كنت مولعة برسم الحيوانات و كذا الشخصيات الكرتونية، مثل ملكة الثلج (فروزن) و المحقق كونان، “ران” و غيرهم“. قبل أن تلوج إلى عالم يميزها وحدها.
” كنت أتابع إحدى الفتيات، وهي طبيبة موهوبة في فن الرسم التشكيلي، عبر صفحتهاعلى الفايسبوك “لونه فحسب” حيث تعلمت منها الكثير، كنت أقلدها في البداية ثم ابتكرت نماذج و أنماط خاصة بي“، أضافت سارة بفخر.
سارة، كغيرها من الموهوبين، تستغل مدونتها وصفحتها على الفايسبوك بالإضافة إلى حسابها المهني على الانستغرام لنشر رسوماتها و الوصول إلى جمهور أكبر. حيث تشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الانستغرام، مكنتها من التعرف على الكثير من الرسامين المبدعين في الجزائر. وتقول عنهم بإعجاب: ” لهم براعة تعجز الكلمات عن وصفها و أنا أنبهر بأعمالهم، من بينهم طلاب في مدرسة الفنون الجميلة“.
وتختتم سارة حديثها بدعوة القائمين على الشأن الثقافي إلى ضرورة الاهتمام الجدي بالرسم التشكيلي من !خلال تشجيع الذين يمتلكون مهارات عالية.
وتضيف سارة بأنها تفكر في تنشيط نادي، بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة، خاص بالموهوبين في فن الرسم وكذا صقل موهبتها في النوع الصحفي “الكاريكاتير وإضافة لمسة تميزها.
أخبار دزاير: بودة إبراهيم