إعتبر خبير التسيير الاستراتيجي الأستاذ سيد أحمد أولحسن أن القمة العربية في الجزائر قمة مفصلية و استثنائية مليئة بالتحديات و الرهانات خاصةً أن الجزائر تبذل مجهودات جبارة من أجل إنجاحها، إذ استبقتها بإنجاح المصالحة الفلسطينية الشاملة.
وأضاف الأستاذ سيد أحمد أولحسن في حديث لـ ” أخبار دزاير ” أنه ” في ظل التحديات الراهنة و العلاقات الحساسة التي تشهدها المنطقة العربية فضلًا عن الوضع العالمي المضطرب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية و تداعياتها على المنطقة خاصةً في ما يخص أزمتي الطاقة و الغذاء ، فأهم ملف الذي سيناقش خلال جدول أعمال القمة العربية هو خارطة الطريق الاقتصادية لأن الدول العربية تملك كل المقومات لتصبح دول رائدة عالميًا في مختلف المجالات و التخصصات نذكر منها المخزون العالمي من البترول و الغاز و دور الدول العربية في منظمة ” أوبك ” و طبيعة المناخ الصالح للزراعة و لكن غير مستغلة كما يجب من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتي”.
وتابع خبير التسيير الاستراتيجي ” باعتبار أن معظم الدول تملك شريطا ساحليا، فيجب العمل على رفع التبادل التجاري و تكثيف النقل البحري و لا ننسى كذلك مناخ الصحراء من أجل انتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية ضف الى المورد البشري فالتعداد البشري للأمة العربية يقدر بـ 400 مليون نسمة 50% منها شباب فلو نعرف كيف نستغل هذه الموارد و الإمكانيات فسنحقق نجاحات باهرة و نعمل على ضمان مستقبل آمن من حيث الطاقة و الغذاء، لذا تعتبر القمة العربية قمة مفصلية تاريخيًا و ذات بعد إقتصادي بدرجة أولى و قد حان دور الجزائر بأخذ بزمام الأمور من أجل خلق الإجماع و العمل على تقريب وجهات النظر و وحدة الهدف المسطر و لم شمل الأمة العربية “.
وأكد الأستاذ سيد أحمد أولحسن أن جميع الرؤساء و الملوك و الأمراء مدعوون إلى ” وضع كل المسائل الحساسة جانبًا و العمل على وضع مصلحة الشعوب فوق كل اعتبار خاصة في ما يخص المخاطر المستقبلية منها أزمة الغذاء و أزمة توفير الشغل نظرًا لنسبة البطالة المرتفعة و حتى لا تكون هناك انعكاسات اجتماعية سلبية في المستقبل على الدول العربية .”
وأشار خبير التسيير الاستراتيجي الأستاذ سيد أحمد أولحسن في حديثه لـ ” أخبار دزاير ” إلى أن ” العالم العربي يعيش العديد من المصاعب وقد حان الوقت لطرحها و العمل على وضع الأمور في نصابها خاصة الدول التي تعرضت للخراب، و علينا أن لا ننسى ان هذه الدول كانت في يوم ما هي مجد الأمة العربية ، فمشروع البنية التحتية و إعادة إعمار ليبيا ، سوريا ، العراق و اليمن يجب أن يطرح بقوة و العمل على إنجازه و تجسيده على أرض الواقع و كذا الأزمة الاقتصادية لدولة تونس الشقيقة” .
وأردف ” كما على الدول التي تملك المؤهلات المالية و التقنية العمل على تحقيق شراكات اقتصادية خاصة في مجال الزراعة و الصناعة و مواد البناء الموجهة للدول المتضررة و المواد الأولية التحويلية ، وتفعيل قانون موحد للاتحاد الجمركي العربي و توسيع شبكات الطرقات البرية و تكثيف النقل البحري و التأشيرة الموحدة للمتعاملين الاقتصاديين الذي تستوفي فيهم الشروط الأمنية .”
وذكر الأستاذ سيد أحمد أولحسن أن المرحلة التي تعيشها الجزائر و إن كانت مرحلة مزدهرة من حيث السياسة الخارجية و الدبلوماسية ” إلا أنه علينا أن لا نتغافل عن الوضع الاقتصادي، لذا فالاقتصاد الجزائري يحتاج الى رجال ميدان و مؤسسات اقتصادية كبرى تفتح الطريق نحو النهضة الاقتصادية الكبرى خاصةً في ما يخص قانون الاستثمار الجديد ذا صلاحية 10 سنوات و الذي يمنح صلاحيات واسعة للمستثمر الأجنبي بالموازاة مع المستثمر المحلي و هذا ما يستقطب و يعمل على تحسين مناخ الأعمال و الاستثمار “.
واختتم خبير التسيير الاستراتيجي الأستاذ سيد أحمد أولحسن حديثه بالتأكيد ” سيشهد التاريخ أننا لم ننبطح من أجل خدمة الأعداء بل ستشهد الأجيال القادمة أن مواقفنا ثابتة من أجل نصرة الشعوب المظلومة
بالأمس ، اليوم و غدًا و على الدول المنبطحة أن تتعلم معنى السيادة و الشهامة و مبادىء الرجولة من بلد الشهداء بلد الأحرار ..بلد إسمه الجزائر”.
أخبار دزاير : كريم يحي