أكد الوزير الأسبق للطاقة والمناجم الدكتور شكيب خليل في كلمة نشرها على صفحته الفيسبوكية الرسمية بمناسبة ذكرى مجازر 08 ماي 1945 أن تاريخ فرنسا بالجزائر حافل بالمجازر والجرائم في حق الجزائريين، الذين استردوا حريتهم بعد ظمن غال دفعوه.
وشدد شكيب خليل أن العلاقة مع مستعمر الأمس لابد أن تتأسس على مبدأ المصلحة والمنفعة المتبادلتين لكل الطرفين، داعيا إلى العمل بجد ووضع حد للاتكال على المحروقات.
وهذا نص كلمة الدكتور شكيب خليل بمناسبة إحياء ذكرى مجازر 08 ماي 1945.
كلمة الدكتور شكيب خليل بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945
(الجزائر، الأربعاء 08 ماي 2019)
رغم انصراف الأعوام، عن تاريخ تلك الجريمة النكراء، التي صاغ فصولها الدموية الاحتلال الفرنسي ضد شعبنا الأعزل في يوم 08 مايو من عام 1945. و رغم إلحاح الأيام بتناسيها، و تكميم ذاكرة الألم, لم تزل تثقل كاهل الجزائريين بصور المجازر لآلاف الأرواح البشرية، و هي تتساقط أمام الموت القادم من الطائرات، و فوهات المدافع و الرشاشات، صوب أطفالنا و نسائنا، و شيوخنا، من كل حدب و صوب، و قد عجزت جرارات النقل، و آليات الحفر الضخمة عن مواراة جثث الضحايا المتراكمة في الطرقات. و ما هذه الكلمة لمتابعي صفحتنا في هذه الذكرى، إلا لحظة لتذكير الضمير الإنساني، و مواجهة الجاني، بمأساة الضحية، و تذكير العالم بالثمن الذي استرد به شعبنا عزته، و كرامته و حريته و سيادته.
إن تاريخ التواجد الفرنسي في بلدنا ينطوي على صفحات سوداء قد تمكنّا من طيّها دون تمزيقها. لأنه، و إن كان الاستعمار قد اختفى، فهناك أشكال أخرى من الهيمنة لطالما تريد أن تمد أذيالها أكثر فأكثر، رغم أن كل واحد صار منذ جويلية 1962 سيّدا في بيته، و حتى إن كنا نعيش اليوم زمن أواصر التضامن الـمستقبلية التي يفرضها القرب الـجغرافي، فإن علاقاتنا مع مستعمر الأمس لا بد أن تتأسس على مبدأ المصلحة و المنفعة المتبادلتين لكلا الطرفين (رابح-رابح).
لذا فعلينا جميعا أن نعلم، أنه إذ انتصرت بلادنا بعد أن دفع شعبها ثمنا باهظا بما عاناه من احتلال مقيت، فإن ذلك لم يكن للوقوع في شباك صداقة تتغذى من مصالح طرف على حساب طرف آخر.
و ستبقى ذكرى أحداث 08 مايو 1945, صورة ناطقة يشهد عليها التاريخ، تدفع شباب الـجزائر للإطلاع على تلك الصفحات السود والبطولية من تاريخنا لكي يعلموا الثمن الباهظ الذي دفعه سلفهم لاستعادة حريته و كرامته و استقلاله، و تدفعنا لنتتعايش جميعا، في ظل دولة قوية بعبقرية أبنائها، و تصميمهم على العمل المثمر لقطع دابر ثقافة الإتكال على المحروقات، و اندماجهم في عالم الحداثة، حتى لا يعطوا فرصة أخرى، و مبررا آخر لتكرار مثل مجازر مايو 1945.
العزة لله، و المجد للجزائر، و الخلود للشهداء…
الدكتور/ شكيب خليل