شدّد اليوم وزير الإتصال، الناطق الرسمي للحكومة البروفيسور عمار بلحيمر في كلمة له خلال اليوم البرلماني بعنوان ” الجريمة الالكترونية وتداعياتها على أمن الوطن والمواطن ” ” إن العالم الذي أحيى قبل خمسة أيام من الآن ” اليوم العالمي للإنترنت الآمن ” أدرك خطورة هذه الجريمة التي أصبحت واقعا مخيفا لم يفرضه التطور التكنولوجي والرقمي المذهل بل هو من النتائج المؤسفة لانحراف الإنسان وسوء استعمال ما ابتكره العقل البشري من علوم واختراعات.
ولن نكون مبالغين إذا اعتبرنا الجريمة الإلكترونية أخطر من الجرائم والحروب التقليدية التي تكون فيها هوية وملامح وأهداف العدو مكشوفة بينما تتعقد الأمور مع الجرائم الإلكترونية”.
وأكد وزير الإتصال، الناطق الرسمي للحكومة في كلمته ” إن الجزائر التي تسعى لصناعة محتوى وطني رقمي احترافي مستهدفة بحرب إلكترونية مهيكلة تتقاطع أذرعها بين جهات أجنبية راهنت على فشل المسار الديمقراطي الذي حمله الحراك الشعبي وأوصلته الانتخابات الحرة إلى بر الأمان.
لقد استهدفت هذه الحرب المسعورة مؤسسات الجمهورية وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي لن يغفر لها أعداء الأمس واليوم ثباتها على عهد الشهداء في الدفاع عن سيادة وأمن واستقرار ووحدة الوطن بكل شجاعة وبقدرات قتالية احترافية.”
وتابع ” وبنفس العزيمة والكفاءة يتصدى المنتسبون للمؤسسة العسكرية الوطنية من ذوي التخصصات العلمية والتكنولوجية العالية لمخططات المغامرين مهما تنكروا بأسماء مستعارة وأقنعة متلونة وأدوار متقاسمة عبر مواقع الفضاء الأزرق”.
وقال البروفيسور عمار بلحيمر ” إن تنامي الجريمة الإلكترونية يزداد اشتعالا كلما حلت مناسبات فارقة في مسار الجزائر الجديدة خاصة عن طريق استدراج فئة الشباب من خلال عملية غسل الأدمغة تتركز على التحريض على العنف وبث التفرقة بين الجزائريين”.
وكشف وزير الإتصال، الناطق الرسمي للحكومة أنه ” من هنا ومراعاة لكون أزيد من 70 %من الجزائريين يتصفحون الإعلام الإلكتروني عبر هواتفهم الذكية حسب عملية سبر آراء أجرها مرصد المجمع الجزائري للشركاء الرقميين (GAAN) فإنه بات من المستعجل التصدي باستمرار للجريمة الإلكترونية وذلك بالتركيز على ضمان سيادة سبريانية”. مضيفا أن هذه السيادة البريانية تقوم إنتاج محتوى وطني نوعي على المواقع الإلكترونية الإعلامية والأرضيات العلمية، مع ” تأمين الشبكة تكريسا لسيادة الدولة على مجال الرقمنة وهو ما حرصت وزارة الاتصال على تجسيده من خلال اشتراط التوطين في نطاق DZ بالنسبة للمواقع الإلكترونية الناشطة في إطار المرسوم التنفيذي المستحدث والمتعلق بنشاط الإعلام عبر الإنترنت وحق الرد والتصحيح”.
ولدى حديثه عن قمع الجريمة الإلكترونية، أشار وزير الإتصال، الناطق الرسمي للحكومة في هذا اليوم البرلماني إلى أن ” النقص المسجل في مواكبة سرعة تطور العالم الافتراضي شجع الشبكة التي تعمل خارج إطار القانون والأخلاق على الإنترنت والمعروفة بDARKNET على ابتزاز المستهلكين وخداع المواطنين وقرصنة معلوماتهم لاسيما خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا”.
وذكر البروفيسور عمار بلحيمر في مداخلته أن مصالح الشرطة القضائية سجلت السنة الماضية ارتفاعا في معدل الجرائم السيبرانية بنسبة 22.63% مقارنة بسنة 2019، مما يتطلب ـ حسبه ـ تنظيم وتأطير مجال الرقمنة عامة والذي يتطلب عدم إغفال جوانب مكملة، لمواجهة تنامي هذا النوع من الجرائم الخطيرة.
واعتبر وزير الإتصال، الناطق الرسمي للحكومة أن ” الجريمة الإلكترونية بالنظر إلى أضرارها الجسيمة والآنية تتطلب منا جميعا تكثيف الجهود في إطار رؤية مندمجة تقوم على التنسيق والتكامل بين مختلف المعنيين والفاعلين على غرار المساجد ومؤسسات التربية ووسائل الإعلام والاتصال والحركة الجمعوية وذلك إسهاما في الحفاظ على أمن وطننا العزيز وسلامة مواطنينا من أي سوء”.
واختتم البروفيسور عمار بلحيمر كلمته بالتأكيد على ” إن مواجهة الجريمة الإلكترونية يجب أن تحملنا على استشراف المستقبل على غرار ما فعله الجيش الشعبي الصيني وهو يستلهم من كتاب “فن الحرب” الذي ألفه الجنرال SunTzu في القرن السادس قبل الميلاد والذي يرى أن:
” الجيش الذي له نزعة الفوز والانتصار يكسب المزايا حتى قبل إثارة المعارك، بينما تحارب الجيوش الانهزامية على مجرد الأمل في الانتصار “.
“وعليه يجب ابتداء إخضاع العدو من دون خوض معارك”.
واسترشادا بحكامة الجنرال Sun Tzu فإن الجيش الصيني ينظر للمستقبل ويتصور نزاعات القرن الحادي والعشرين معتبرا أن الحرب لم تعد مجرد معارك بين وحدات متناحرة،جيوش ،مصالح أو أرضيات تسلح خاصة ولكن يعتبرها منافسة بين عدة أنظمة عملاتية متناقضة أو متضادة”.
أخبار دزاير: كريم يحيى