شدّد وزير الإتصال البروفيسور عمار بلحيمر أن مواقف الجزائر التي أثبتت الأحداث مصداقيتها مستمدة من الشرعية الدولية واحترام إرادة الشعوب.
وقال وزير الإتصال في حوار للشبكة الجزائرية للأخبار أن “مواقف الجزائر صدقت ليس في ليبيا فقط وإنما في كافة النزاعات وبشكل خاص تلك الدائرة في بلدان الجوار والقارة الإفريقية.”
وأكد الوزير ” إن وجاهة مواقف الجزائر مستمدة من تمسكها بالشرعية الدولية وبضرورة احترام إرادة الشعوب وسيادة الدول تكريسا لحقوق الإنسان غير القابلة للتجزئة إذ الذي يهمنا ودون أية حسابات أو أطماع هو المساهمة في إشاعة السلم والاستقرار عبر العالم أجمع.”
وأضاف البروفيسور عمار بلحيمر ” فالذين يجانبون هذه القناعة ويدوسون على منظومة الحقوق والحريات من أجل إضعاف الشعوب واستغلال خيراتها مصيرهم الفشل سواء في ليبيا أو في أي مكان آخر ولنا في التاريخ المعاصر أحسن العبر على إفلاس عمليات التدخل العسكري الأجنبي في شؤون دول سيدة تعرضت للتدمير والنهب تحت غطاء نشر الديمقراطية المسوقة كذبا لتضليل الرأي العام ولتنويم الشعوب”.
وتابع ” وما يجب التأكيد عليه هو أن المقاربة المفضلة في تسوية النزاعات تقوم على تجنب التصور الانتقالي التأسيسي الذي يؤدي إلى دمار أركان الدول ويحدث الفوضى ويفتح الباب على مصراعيه أمام الوجود والتدخلات الأجنبية.”
وبخصوص التدخلات الفرنسية في مالي، أوضح وزير الإتصال البروفيسور عمار بلحيمر أنه “مما لاشك فيه أن كبار المسؤولين في مالي لديهم كل الأدلة التي تؤكد تصريحاتهم حول تورط فرنسا في دعم الجماعات المسلحة في بلدهم في سياق المنطق العسكري الفرنسي للقضاء حسبهم على مصادر الإرهاب .” مضيفا ” بجانب هذه الاتهامات الرسمية فالشارع المالي بدوره يخرج منذ سنوات آخرها شهر أكتوبر المنصرم في مظاهرات تطالب بضرورة رحيل القوات الفرنسية من مالي خاصة وأن ما يعرف بعملية ” برخان ” أثبتت باعتراف الفرنسيين أنفسهم فشلها الذريع في هذا البلد الإفريقي الشقيق.”
وأشار الوزير في حواره إلى أن ” عدة تقارير دولية أثبتت ارتكاب القوات العسكرية الفرنسية تجاوزات في مالي إذ وعلى سبيل المثال أكد تحقيق للأمم المتحدة أن هذه القوات شنت في جانفي الماضي هجوما على مدنيين خلف مقتل 19 شخصا كانوا في حفل زفاف بمدينة ” بونتي ” وسط مالي.”، وأردف “ويفند التحقيق الذي أجرته شعبة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في مالي “مينوسما”, بالشراكة مع شرطة الطب الشرعي التابعة للأمم المتحدة” الرواية الفرنسية، التي ادعت أن الضحايا عناصر إرهابية أو تابعة إلى تنظيمات مسلحة”.”
وذكر الوزير ” أن تقرير الأمم المتحدة، الذي تضمن انتقادا لعمل القوات الفرنسية في مالي في إطار عملية “برخان” استند إلى 115 مقابلة مباشرة مع أشخاص و100 مقابلة عبر مكالمات هاتفية”
وذكّر وزير الإتصال البروفيسور عمار بلحيمر ” إن الاعتداء الفرنسي على مشاركين في حفل زفاف ” ببونتي” سبقه دائما في إطار عملية “برخان” قتل القوات الفرنسيين لمدنيين في مناطق أخرى من مالي وهو ما ولد، غليانا وغضبا شديدين في صفوف الماليين، ترجمتها كما قلت “مظاهرات منددة بالتواجد الفرنسي في مالي، وانتقادات دبلوماسية، كما تعالت أصوات على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو إلى إنهاء التواجد الفرنسي على الأرضي المالية”. وأضاف ثم لنا أن نسأل مادامت الأمم المتحدة عينت ما يعرف ب «بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي “مينوسما” فما الفائدة وما الجدوى من الوجود الفرنسي المسلح في هذا البلد الأفريقي.”
وذكر وزير الإتصال ” أن الأفارقة لاسيما فئة الشباب متمسكون بطلب رفع فرنسا يدها على قارتهم وهو ما تثبته التدخلات الجريئة والغاضبة والصادقة للأفارقة الذين شاركوا مؤخرا فيما سمي بقمة “إفريقيا – فرنسا ” بحضور رئيس هذه القوى الاستعمارية السابقة ولنقل والحالية كذلك ما دامت تستمر في استنزاف خيرات إفريقيا حسب ما يؤكده ليس سكان القارة فقط وإنما نواب وساسة فرنسيون وأوروبيون منهم “لويجي دي مايو “Luigi de Maio” نائب رئيس وزراء إيطاليا الذي اتهم فرنسا صراحة بإفقار إفريقيا ونهب ثرواتها والتسبب في مأساة المهاجرين الأفارقة مطالبا الاتحاد الأوروبي بمعاقبة فرنسا جراء سياستها الاستعمارية في إفريقيا.”
وتابع الوزير البروفيسور عمار بلحيمر ” أن القارة السمراء تشهد كما قلت مؤخرا في إحدى لقاءات الصحفية انبعاث قومية إفريقية من شأنها قلب الموازين وإرغام الدول الأجنبية على احترام سيادة الشعوب والتوقف عن استنزاف ثرواتها تحت أي شعار كان.”
أخبار دزاير: عبد القادر. ب