أكد مؤخرا وزير الإتصال البروفيسور عمار بلحيمر في حوار للأهرام المصرية أن ” علاقات الجزائر ومصر علاقات تاريخية عميقة عريقة ومتميزة، صفحات مجيدة من الأخوة والتضامن، منها دعم مصر، شعبا وقيادة، للجزائر فى أثناء الثورة التحريرية فى مختلف المجالات، لاسيما فى المجال الإعلامى من خلال احتضانها لإذاعة «صوت الجزائر الحرّة المكافحة»، التى كانت تنقل أخبار الثورة آنذاك. وكذا ما تضمنته صفحات جريدة الأهرام من أخبار ومقالات وصور البطولة والتضامن المشرفة، والتى يزخر بها أرشيف «مؤسسة الأهرام» العريقة العتيدة.”، وأضاف ” ومن نماذج التضامن الخالدة التى نذكرها باعتزاز، النشيد الوطنى الجزائرى «قسما» الذى كتبه الشاعر الجزائرى مفدى زكرياء ولحنه الموسيقار المصرى محمد فوزى، وما أبدعه الكتاب والإعلاميون والفنانون المصريون عن ثورة أول نوفمبر المجيدة، الذين اعتبروها قضيتهم فدافعوا عنها بقناعة وصدق.”
وذكّر البروفيسور عمار بلحيمر ” ربما أهم عمل فنى مجّد الثورة الجزائرية وأبطالها، فيلم (جميلة) الذى أنتجته عام 1958 الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى التى أدّت فيه دور البطلة جميلة بوحيرد، وأخرجه العبقرى يوسف شاهين بمشاركة نجوم السينما المصرية، والذى أسهم فى التعريف بثورتنا ومساندتها فى مهرجانات سينمائية عالمية.
فالجزائريون يقدرون جيدا الدعم المصرى المشهود للثورة الجزائرية، والذى كان أحد أسباب العدوان الثلاثى، الفرنسى الإسرائيلى البريطانى،عليها عام 1956.”
وقال وزير الإتصال ” كانت مصر الشقيقة فى قلوب الجزائريين دائما، حتى سنوات الاحتلال، فكتبوا عنها تضامنا وتأييدا وتقديرا، وكانت الجزائر سبّاقة فى نصرة مصر فى حربى 1967 و1973، فيحفظ التاريخ، أن فيالق الجيش الجزائرى كانت مع الفيالق المصرية فى الصفوف الأولى فى ملحمة أكتوبر، حيث امتزجت دماء الأبطال الشهداء من جزائريين ومصريين معا على أرض سيناء الطيبة، لتسجل صفحات مجيدة من التضحية والتضامن المشترك.”، مشددا في الوقت نفسه
“نحن حريصون على تفعيل العلاقات الثنائية وترقيتها فى مختلف المجالات، بما يعكس الإرادة الإيجابية فى البلدين ويتم استثمار الإمكانات الكبيرة والقدرات العالية المتوافرة لدى الجانبين، بما يحقق المنافع المشتركة ويعود بالخير والازدهار على الشعبين الشقيقين.”
وفي رده، عن سؤال بخصوص آفاق التعاون الثنائى فى المجال الإعلامى ودور الإعلام فى تطوير العلاقات الجزائرية-المصرية ، أوضح البروفيسور عمار بلحيمر “تربط الجزائر ومصر علاقات طيبة متميزة بالتضامن والتفاهم والتعاون، وللبلدين من الإرادة والإمكانات والخبرات ما يؤهل هذه العلاقات إلى المزيد من التقدم والتطور.”
وتابع ” وفيما يخص المجال الإعلامى، لا شك فى أن تعزيز التعاون من خلال تكثيف البرامج الإخبارية والتقارير الإعلامية التى تسلط الضوء على مجالات التعاون المختلفة وفرص الاستثمار المتاحة فى البلدين من شأنها أن تعطى دفعا إيجابيا وبعـدا آخر لآفاق الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر ومصر.”
وذكر البروفيسور عمار بلحيمر ” ولعل المركز العربى لتبادل الأخبار والبرامج «ASBU» ومقره بالجزائر العاصمة يعمل على توفير قاعدة بيانات صحفية لمنح الدول الأعضاء إمكانية إعداد برامج مشتركة باستخدام تقنية «المينوس»،كما يسمح بتعزيز المقاربات المشتركة فيما يخص مختلف القضايا العربية الراهنة كالقضية الفلسطينية التى تحظى باهتمام الإعلام العربى عموما والإعلام الجزائرى خصوصا.”
أخبار دزاير: عيسى. ض