هي الفاضلة الشريفة والمربية الكريمة لالة الزهراء مسلم، إحدى أبرز السباقات في تحفيظ القرآن الكريم بولاية أدرار، ولدت عام 1957 من أبوين شريفين فاضلين: سي محمد بن مولاي حمادي، ولالة فاطمة مسلم، انتسبت إلى المدرسة القرآنية تلميذة بمسقط رأسها بقصر “أولاد علي” لحفظ القرآن الكريم وهي ابنة خمس سنوات، تعلمت على مجموعة من معلمي القرآن المشهورين منهم: الشيخ مولاي البركة، والشيخ مولاي الغالي والشيخ سيدي محمد بن مولاي ادريس بن عابد، كما حظيت بتوجيهات سديدة ونصائح ثمينة من الشيخ محمد بلكبير رحمه الله، وقد كان لهؤلاء المعلمين الأثر البالغ في تكوين شخصيها، فأثمرت جهودها في الحفظ المصحوبة بالهمة العالية، ودعم من الأسرة الكريمة توفيقا من الله عز وجل لحفظ القرآن الكريم، حيث ختمت الحفظ وهي ابنة عشر سنوات، لتتفرغ بعد ذلك لحفظ المتون العلمية في العلوم الشرعية واللغوية.
وبعد أن مهرت فيها باشرت تعليم أبناء المسلمين في بيت أبيها بقصر “أولاد علي”، وبعد أن انتقلت لبيت الزوجية بقصر “أولاد إبراهيم” واصلت مهمة التعليم في بيتها لتتوافد عليها البنات والنساء، محتسبة ثواب ما تبذله نفعا لأبناء المسلمين وصدقة على شيوخها ووالديها، ليتم بعد ذلك توظيفها معلمة للقرآن الكريم عام 1989 لتواصل مهمتها في التعليم والتربية في قاعة بجوار بيتها خصصتها لهذا الغرض.
يشهد لها كل من درس عندها أو جالسها بأنها من المجاهدات المثابرات في التعليم ونفع أبناء المسلمين، وبذل مالها ووقتها وتسخير ما يتيسر لها في خدمة القرآن الكريم، من الحريصات على نفع الطلبة والطالبات بتعليمهم ونصحهم وإرشادهم، فهي المعلمة والمربية وهي الأستاذة والموجهة، تكرم المتميزين والمجتهدين وتنظم المسابقات لزرع روح التنافس بين الطلبة والطالبات، توزع وقتها بين التحفيظ والمراجعة والدروس العلمية، تعقد جلسات للنساء لتعليمهن القراءة والكتابة والضروري من أحكام الدين، وبعد أن تقدم بها العمر وأرهقتها الأمراض ظلت صابرة محتسبة تواصل ليلها بنهارها في التعليم والتدريس وإلقاء المحاضرات والمواعظ، والإشراف المتابعة في تحفيظ القرآن الكريم ومبادئ الشريعة الإسلامية، لتكون بذلك القدوة الحسنة لبنات جنسها في الجد والمثابرة، والتضحية بكل غال ونفيس في خدمة القرآن الكريم وأهله.
وقد بارك الله في جهودها فتخرج على يديها من يواصل مسيرة التعليم من متطوعات وموظفات، وأكرمها الله بأن وفقها لتعهد أولادها وتربيتهم التربية الحسنة، كما بارك في عمرها لترى ثمره جهودها حافظين وحافظات لكتاب الله عز وجل يعملون في مختلف القطاعات.
توفيت رحمها الله يوم الخميس 31 اوت 2023.
نسال الله عز وجل أن يجزل مثوبتها، ويجعل ما قدمت في خدمة القرآن الكريم وأهله زادا يبلغها رضوان الله عز وجل.
المصدر : وزارة الشؤون الدينية