واصل لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة بالمجلس الشعبي الوطني زياراتها الميدانية الاستعلامية التي شكلت بالتنسيق مع رئيس المجلس الشعبي الوطني استثناء وبصفة استعجالية، حيث قامت للجنة برئاسة إسماعيل قوادرية رئيس اللجنة يوم أمس بزيارة إلى ولاية سطيف، من أجل تقصي حقيقة اختفاء مادة زيت المائدة من الأسواق الجزائرية في الآونة الأخيرة، وقد استقبل الوفد والي ولاية سطيف وبعض المنتخبين المحليين.
وقد استمعت اللجنة إلى انشغالات بعض تجار الجملة للمواد الغذائية بوسط مدينة سطيف، و”الذين أكدوا بدورهم أن السوق بولاية سطيف يعاني في الفترة الأخيرة من أزمة في التموين بمادة الزيت بسبب مشاكل التموين و هامش الربح و الزيادات في الأسعار، مما انعكس هذا على حاجيات المواطنين الذين دخلوا في دوامة البحث عن هذه المادة دون جدوى، حيث أثار بعض التجار مع نواب اللجنة مشكل التموين بالدرجة الأولى، فيما حمل بعض التجار المسؤولية الكاملة تجار التجزئة الذين يرفضون التدابير المتعلقة بالفوترة من أجل التهرب من الضريبة”، حسب بيان للبرلمان.
و تنقل الوفد إلى وحدة التخزين والتوزيع التابعة لمجمع ” سيفيتال”، أين عاين بعض الكميات من زيت المائدة و مدى متابعة تموين السوق بهذه المادة، كما تلقى نواب اللجنة شروحات حول طريقة التوزيع وتموين السوق من طرف مسيري الوحدة، والذين نفوا وجود أزمة أو اختلال في الكمية، وحمّل مسؤول الوحدة مسؤولية تجار التجزئة الذين يرفضون التعامل بالفوترة.
كما عاينت اللجنة شركة “سيفيتال” للصناعات الغذائية الرائدة في ميدان صناعة و تحويل زيت المائدة ببجاية، حيث تلقى نواب اللجنة شروحات حول مهام الشركة في صناعة السكر و الزيوت النباتية.
وأفاد بيان صادر عن المجلس الشعبي الوطني أن المدير التجاري للشركة كشف أن “سيفيتال” قادرة على تمويل السوق الجزائرية بمادة الزيت، كما أن الإنتاج ما بين سنة 2019 إلى غاية 2020 ارتفع بنسبة 3 بالمائة، ليرتفع بعدها سنة 2021 بنسبة 11 بالمائة”.
وأضاف المسؤول التجاري ردا عن استفسارات اللجنةبخصوص الأزمة الأخيرة التي شهدت ندرة الزيت أن الشركة قامت ” إلى غاية 15 جانفي 2022 ببيع أكثر من 22 مليون لتر بمعدل 21113 طن أي ما يعادل 39 بالمائة على المستوى الوطني، مشيرا في السياق ذاته أن التذبذب مرد إلى ثلاث عوامل رئيسية أهمها التهريب على مستوى الحدود إلى دول الجوار فيما يتعلق بالمواد المدعمة من طرف الدولة على رأسها زيت المائدة بكميات كبيرة إلى كل من النيجر ومالي وموريتانيا، سلوك المستهلك وجشعه بعد كل شائعة عن نقص مادة من المواد الأساسية، و أخيرا المضاربة التي يقوم بها التجار أصحاب المطاعم و المخابز و غيرها.. ”
وتابع أن الشركة قامت بمراسلة وزارة التجارة والوزارة الأولى لإعلامهما بوجود تذبذب على المستوى العالمي يمس مادة الزيت قصد تدارك الوضع، مشيرا في ذات الشأن إلى تحرير أسعار المواد المدعمة الذي أثر على سلوك المستهلك.
ومن جهته، أوضح مدير التجارة بالولاية بخصوص تموين ولاية بجاية بمادة الزيت “أن قطاعه يعمل بشكل مستمر عبر لجان يضمن من خلالها توزيع عادل عبر جل بلديات الولاية وتموينها بزيت المائدة، حيث لم تعان كثيرا من الندرة نتيجة الوقوف المستمر لضمان وصول الزيت إلى المواطن عبر كل الطرق الناجعة.”
وقد كشف رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إسماعيل قوادرية أنه من المرتقب أن تنهي اللجنة عملها في غضون 10 أيام على أقصى تقدير، وذلك بعد استكمال خرجاتها إلى باقي الولايات المبرمجة في إطار عملها ليتم عقد اجتماع ورفع تقريرها إلى الهيئات الوصية، والذي سيكون بادرة حسنة لكل المجالس لمرافقة المواطن خلال هذه الأزمة.
أخبار دزاير: عيسى. ض