أشادت افتتاحية مجلة الجيش في عددها الأخير بما حققته الجزائر وحضورها على الصعيد الدولي مؤخرا، من خلال مشاركة الجيش الوطني الشعبي، معتبرة أن النجاح المحقق على مختلف المستويات هو ثمرة السياسة الرشيدة المنتهجة من طرف السلطات العليا للبلاد بقيادة رئيس الجمهورية.
واستدلت مجلة الجيش بالزيارات المتعاقبة لرؤساء دول وحكومات إلى الجزائر والتي ” تعبر عن الثقة في بلادنا كشريك هام في القارة الإفريقية وتقديرا لجهودها على مختلف الأصعدة وفي مقدمتها مساهمتها الكبيرة في مكافحة الإرهاب وإحلال السلم ودورها الفعال في حلحلة النزاعات المختلفة في القارة الإفريقية.”
إفتتاحية مجلة الجيش :
الجزائر .. الشريك الموثوق :
سجلت الجزائر خلال الشهر المنصرم حضورا لافتا على الصعيد الدولي، حيث أثبتت مرة أخرى مشاركة الجيش الوطني الشعبي على أعلى مستوى في الندوة العاشرة للأمن الدولي صواب المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب.
فقد رافع السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في الندوة المذكورة المنعقدة بموسكو بفدرالية روسيا منتصف أوت الماضي لصالح التكفل بالأزمات في إفريقيا والعالم، حيث تناول في كلمته القيمة عبر تقنية التحاضر عن بعد، خصوصيات التحديات الأمنية التي تواجهها القارة الإفريقية عموما ومنطقة الساحل وجه الخصوص، وأكد في ذات السياق على ضرورة أن يعي المجتمع الدولي أهمية الحفاظ على الأمن الدولي.
وفي تفسيره لطبيعة التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، قال السيد الفريق أول ” إن إفريقيا، ورغم تمتعها بثروات كبيرة إلا أنها تجد نفسها أمام وضعية معقدة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، نتيجة العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية، مما يستدعي دعم ومرافقة المجتمع الدولي”، مؤكدا أن هذا الوضع الهش جعل إفريقيا ملاذا لنشاط إجراميين، ينشرون التهديد الإرهابي ومختلف أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وأكد السيد الفريق أول على أن لا دولة في العالم بمنآى عن الإرهاب، وعليه فإن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب تظافر جهود الجميع، والتجربة الميدانية التي اكتسبتها بلادنا على مر السنين، مكنتها من استحداث بيئة رافضة للوجود الإرهابي بفضل الوعي الاجتماعي واليقظة على كل المستويات خاصة على المستوى الشعبي.
تحولت الجزائر بفضل المقاربة الشاملة التي تبنتها في مجال مكافحة الإرهاب إلى فاعل رئيسي في المنطقة ومُصّدر للأمن والاستقرار ومثال يُقتدى به في مجال مكافحة الارهاب، وبالتالي على المجتمع الدولي مثلما أوضح السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة، أن يركز على ” الأمن الإنساني والتكفل بالأسباب العميقة للأزمات في العالم بصفة عامة وفي إفريقيا بصفة خاصة، وكذا تقوية القدرات العسكرية والنجاعة المطلوبة، في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود”.
حضور الجزائر المتميز على الساحة الدولية ترجمه النجاح الباهر في تنظيم بلادنا لفعاليات “الفصيلة المحمولة جوا” المُندرجة في إطار الألعاب العسكرية الدولية-2022، المنظمة سنويا بفدرالية روسيا وهو نتيجة منطقية للخبرة الكبيرة والكفاءة العالية لجيشنا في تنظيم مختلف المنافسات والتظاهرات بمختلف أنواعها ومهما كان حجمها.
في هذا الإطار، أكد السيد الفريق أول قائلا: ” إننا في الجيش الوطني الشعبي نعتز ونفتخر بتنظيم هذا الحدث الرياضي العسكري الدولي، بمشاركة بلدان صديقة نُكنُّ لها كل الاحترام والتقدير، وذلك من منطلق اقتناعنا بالدور النبيل الذي تلعبه الرياضة في توطيد أواصر التقارب والصداقة والتعاون بين الدول، من جهة، والمساهمة في توسيع مجالات تبادل الخبرات والتجارب بين الجيوش في الميادين ذات الاهتمام المشترك، من جهة أخرى”.
في الأخير، فإن النجاح المحقق على مختلف المستويات هو ثمرة السياسة الرشيدة المنتهجة من طرف السلطات العليا للبلاد بقيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون ونظرته السديدة بشأن القضايا الأمنية الإقليمية والدولية ولعل الزيارات المتعاقبة لرؤساء دول وحكومات إلى الجزائر تعبر عن الثقة في بلادنا كشريك هام في القارة الإفريقية وتقديرا لجهودها على مختلف الأصعدة وفي مقدمتها مساهمتها الكبيرة في مكافحة الإرهاب وإحلال السلم ودورها الفعال في حلحلة النزاعات المختلفة في القارة الإفريقية.