أكد مدير الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي اللواء بوعلام مادي في حوار مع مجلة الجيش في عددها الأخير أن الجزائر ليست بمنأى عن التهديدات والتي مصدرها شبكات مترابطة ومنظمة تعمل على ضرب أمن المجتمعات وتماسك الأفراد، مضيفا أن هذه الشبكات المنظمة ” تمتلك الأدوات اللوجيستيكية اللازمة وأهدافها محددة ومرسومة بدقة، تُقدم خدمات تحت عديد المسميات وتحمل مضامين تحريضية ودعائية وتسوق لأفكار تخريبية في ثوب البناء والنهضة على غرار ما اصطلح عليه بالفوضى الخلاقة، تظهر نتائجها بسرعة على المدى القريب وقد تمتد لسنوات من الزمن”، وذكر في هذا الحوار أن ” الشعب الجزائري تمكن من مواجهتها وإحباطها بفضل وعيه وتجند جميع أبنائه الخيرين ومعهم الجيش الوطني الشعبي الذي رافق المرحلة بحكمة وتبصر”.
وأوضح اللواء بوعلام مادي أن مديرية الإيضال والإعلام والتوجيه تعمل ” على ضمان يقظة ومتابعة إعلامية مستمرة على المواقع الإلكترونية الوطنية والدولية ومواقع التواصل الإجتماعي وكذا العديد من وسائل الإعلام التي تتناول مسائل متعلقة بالجيش الوطني الشعبي وقضايا الأمن والدفاع، من خلال المتابعة المستمرة لما يبث وينشر في الصحافة المكتوبة الوطنية والأجنبية إلى جانب المواقع الإلكترونية، وذلك بالتنسيق مع كل الهيئات المعنية لوزارة الدفاع الوطني والقطاعات المعنية المدنية، حتى يتسنى للقيادة العليا اتخاذ الإجراءات اللازمة والردود المناسبة، وكل ذلك تحت توجيهات السيد الفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي”.
وشدّد مدير الإيصال والإعلام والتوجيه في حواره لمجلة الجيش ” إن رص وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات العدائية لاستهداف الجزائر، يندرج في صميم مهام مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، وذلك من مطلق أن الإعلام والإتصال في الجيش الوطني الشعبي هي جزء لا يتجزأ من استراتيجيتنا الدفاعية بصفة خاصة، ومن منظومتنا الإعلامية بصفة عامة، فهو صمام أمان العروة الوثقى التي تربط الشعب بجيشه، إعلام واتصال قوامه المصداقية، يعرض الحقائق ويؤدي دورا فعالا في التعريف بمهام ودور قواتنا المسلحة في التنمية الوطنية ووقوفها مع الشعب، وإسهامها في توطيد الرابطة المتينة بين الشعب الجزائري وجيشه، لتقوية الوحدة الوطنية والإنسجام وروح المواطنة، إعلام وإتصال متكيف مع مختلف التحديات المطروحة في فضائنا الإقليمي، الجهوي والدولي، إعلام وإتصال بآليات ووسائل تقنية حديثة، يساير لتطور التكنولوجي المتسارع، وقادر على مجابهة التضليل والأكاذيب والمغالطات، منفتح على وسائل الإعلام والمواطنين، يعمل على تدعيم الوحدة والتلاحمك بين الصوص، ويعزز الصورة الناصعة والسمعة الطيبة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذي كان وسيبقى دائما جاهزا مستعدا للدفاع عن الوطن، ذخرا وفيا لبلدنا الجزائر وعنوانا دائما لانتصاراتها.”
وأكد اللواء بوعلام مادي على أنه ” إدراكا منا بمخاطر الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي، سعت المؤسسة العسكرية من خلال مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه إلى : التصدي لتدفق الأخبار والمعلومات على مختلف المواقع الإلكترونية وفضاءات التواصل الاجتماعي وتفعيل اليقظة الإعلامية الإلكترونية، وتحليل المضامين والمحتويات الهدامة، وأختيار الأسليب المناسبة لمواجهتها عبر التكذيب والفضح أو التوضيح وغيرها”، مع ” تسجيل حضور وزارة الدفاع الوطني على الفضاء الإلكتروني من خلال موقعها الرسمي المتاح باللغات الثلاثة العربية، والفرنسية والإنجليزية، والذي تنشر عبره جميع أخبار وزارة الدفاع الوطني والنشاطات العملياتية للجيش الوطني الشعبي، وآخر الأخبار المتعلقة بالتجنيد والتوظيف، وكذا نشر تكذيبات للأخبار المغلوطة المروجة على الشبكات الاجتماعية والتي تهدف إلى زعزعة الثقة بين الشعب وجيشه”.
وأشار في الوقت نفسه إلى ” تسجيل وزارة الدفاع الوطني حضورها على منصات التواصل الإجتماعي من خلال حسابات وصفحات تساهم في نشر ومشاركة جميع الأخبار المتعلقة بالجيش الوطني الشعبي وإعادة نشر خطابات القيادة العليا وتكييفها مع متطلبات الإعلام الجديد، بالإضافة إلى نشر الحصة الإذاعية ” السليل ” وحصة ” وعقدنا العزم ” التلفزيونية. وافتتاحيات مجلة الجيش التي تعنى بنشاطات القيادة العليا وأفراد الجيش الوطني الشعبي ودحض الشائعات”.
وكشف مدير الإيصال والإعلام والتوجيه أن المؤسسة العسكرية تسعى دائما إلى ” تحسيس كافة مستخدميها من مغبة ومخاطر الإتسعمال غير المسؤول لمنصات التواصل الاجتماعي، وكان ذلك من خلال العديد من الايام الدراسية والملتقيات التي تناولت الظاهرة، في إطار تجسيد برامج المنظومة الإتصالية للجيش الوطني الشعبي”.
ولدى تطرقه إلى دور المديرية وإسهامها في جهود الإعلام الوطني لتعزيز الجبهة الداخلية في ظل التحديات الأمنية الحالية في فضائنا الإقليمية والمتغيرات المتسارعة في عقيدة بعض الدول، أكد اللواء بوعلام مادي ” أنها تشكل مصدر تهديد حقيقي لأمن واستقرار بلادنا، ففي هذا الصدد نظمنا شهر نوفمبر المنصرم ملتقى حول ” دور الإعلام في رص وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات العدائية التي تستهدف الجزائر”، شارك فيه مختلف الفاعلين في المجال الإعلامي الوطني وعلى رأسهم وزارة الإتصال، وأساتذة وخبراء ومديرو المؤسسات الإعلامية الوطنية، حيث تم خلاله رصد طبيعة المخاطر المحدقة بالوطن والتأكيد على ضرورة توجيد الجهود للتصدي للحملات الدعائية المعادية والمسيئة له، خاصة في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، وما أفرزته من تحولات متسارعة وتجاذبات دولية، كان للإعلام دور مؤثر فيها وما ترتب عنه من تردي للحالة الأمنية وزعزعة استقرار العديد من المناطق في فضائنا الجغرافي وجوارنا الإقليمي.”
وأضاف اللواء بوعلام مادي في رد عن سؤال لمجلة الجيش حول تطور الإعلام الإلكتروني وجهود مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه للتصدي للحملات المعادية والمغرضة، ” وفي سبيل تنسيق الجهود مع الإعلام الوطني لتعزيز الجبهة الداخلية، قمنا باعتماد استراتيجية إعلامية مدروسة وفعالة ومتفتحة على وسائل الإعلام، عمادها المصلحة العليا للوطن، تحرص على تقديم خطاب إعلامي موضوعي، موثوق وهادف يكسب احترام المواطنين ويعزز ثقته في مختلف مؤسسات الدولة، يتجلى هذا الجانب في مستوى العلاقة المهنية التي تربط المديرية بوزارة الإتصال مع مختلف وسائل الإعلام الوطنية، من خلال ضمان التغطية الإعلامية الدائمة لنشاطات الجيش الوطني الشعبي، ومواقفه الثابتة تجاه القضايا الوطنية ومع دول الجوار وجميع القضايا العادلة في العالم، وخاصة ما يدور قرب حدودنا الجنوبية الغربية والوضع المرتبط بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهو العمل الذي يعكس مصداقية واحترافية إعلام مؤسستنا العسكرية وانفتاحها في سبيل وضع حد للهجمات الدعائية للجزائر بصفة عامة والمؤسسة العسكرية بصفة خاصة”.
أخبار دزاير: كريم يحيى