ربط الأمين العام الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية الأستاذ قويدر يحياوي احتلال الجزائر للمركز 22 عربيا و186 عالميا، والمتعلق بجودة التعليم الابتدائي والذي كشف عنه المركز الدولي للتعليم ” اليونيفيك” التابع لليونيسكو ب معطيات تفسّر الظاهرة، تتصدرها إصلاحات المنظومة التربوية”.
وتابع في حديث خص به ” أخبار دزاير ” ” إن المتتبع لهذه إصلاحات التربوية بعد 15 عاما منها والتي صرفت عليها ميزانية ضخمة من دون جدوى، ميزانية تصرف في تكوين ارتجالي ليس في المستوى تعددت صيغه وضاعت أهدافه” .
وأوضح الأستاذ ” قويدر يحياوي ” ” أن ضعف المستوى راجع لتبني إصلاحات ضمن برنامج استعجالي صيغ بقرار سياسي وبعيدا عن الممارسين الحقيقيين، بل في غياب حتى الشركاء الاجتماعيين الذين لم يستشاروا فيه.”
وأرجع الأمين العام المكلف بالتنظيم في النقالة الوطنية للعمال التربية أسباب فشل المنظومة التعليمية بالجزائر إلى ” عدم استجابة المسؤولين لنداءات العلماء والمفكرين والأساتذة والغيورين على مستقبل التعليم، لتأسيس إصلاح حقيقي وبناء منظومة تربوية تراعي المقومات الحضارية ولا ترهن أجيال في أحضان فرانكفونية متهالكة عفا عنها الدهر”، حسب تصريحه.
وأشار الأستاذ قويدر يحياوي إلى أن تدني مستوى التلاميذ يعود إلى ” وزارتي التربية والتعليم العالي في ضبط احتياجات قطاع التربية من الأساتذة قصد تسطير برنامج تكويني خاص على المدى البعيد يتعلق بتكوين أساتذة يتوجهون إلى”التدريس” مباشرة بعد تكوينهم تكوينا متخصصا، ونتيجة لسوء التخطيط تم اللجوء للتوظيف المباشر الذي كان من الواجب اللجوء إليه في الحالات الاستثنائية فقط، بناءً على القانون الأساسي 315/08 لمعدل والمتمم بالقانون الأساسي 240/12فأصبح هذا النمط في التوظيف هو الأصل لدى وزارة التربية الوطنية”.
وفي رده عن سؤال يتعلق بالإصلاحات في جيلها الثاني ومدى تأثيرها في تحسين واقع المنظومة التربية ، رد أن هذه الإصلاحات ” تمت بصفة استعجالية وبكل سرية وتكتم، في ظل إقصاء كل الفاعلين بقطاع التربية، والذي بقي كغيره من “الإصلاحات” خارج قاعات الدرس، تسبب في جعل الأستاذيعاني الأمرين منذ سنة 2003 من برامج ومفاهيم جديدة، كما يعاني التلميذ من الضغوطات” مضيفا أن ” كل هذه الإصلاحات لم تلامس المشاكل الحقيقية للبرامج والمناهج، ولم تستجب لتطلعات المدرسة العمومية الجزائرية المبنية على ثوابت الأمة”.
وعن أسباب تدني المستوى التعليمي ، أوضح الأمين العام المكلف بالتنظيم ” قويدر يحياوي ” أن ” تدني المستوى أيضا غلق المعاهد التكنولوجية وعدم تكوين المكونين من مفتشي مواد، وأساتذة مكوّنين في طرائق التدريس الحديثة، الخاصة بمناهج وبرامج “إصلاحات الجيل الثاني” تكوينا كافيا وقبل تطبيق الإصلاحات، هذا إلى جانب الاكتظاظ داخل الأقسام في كل الأطوار، نظام الدوامين في التعليم الابتدائي، القسم الموحد في المناطق الريفية والنائية، غياب أساتذة اللغات وبالخصوص الفرنسية، حيث لا يدرس التلاميذ هذه المادة بانتظام إلا في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي في المناطق الداخلية والجنوبية، كثافة البرامج الدراسية مقارنة بالحجم الساعي المخصص للتدريس، أقسام دوارة في التعليم المتوسط والثانوي في غياب الهياكل والمنشآت في ظل النقص في التأطير التربوي والإداري ، وغياب الكتاب المدرسي عند كل دخول مدرسي”.
وتطرق الأستاذ قويدر يحياويإلى ظاهرة الصعود التلقائي للتلاميذ، مؤكدا على أنها ساهمت في تدني المستوى، حيث ” أن تنظيم الامتحانات الاستدراكية، وبالخصوص في الابتدائي والمتوسط، جعل التلاميذ محدودي المستوى لا يملكون أدنى مؤهلات القراءة والكتابة، ويجدون أنفسهم في كل مرة في القسم الأعلى رغم محدودية مستواهم، ناهيك عن التفرقة بين أطوار التعليم، فالتعليم الابتدائي رغم أهميته واعتباره العمود الفقري لكل المنظومة التربوية نجده في آخر اهتمامات الوزارة”.
وقال مسؤول التنظيم قويدر يحياوي أن سبب هذا الترتيب العالمي حول جودة التعليم الابتدائي والضعف يعود إلى المحيط المدرسي أيضا، أو ” ما أطلق عليه “جماليات المدرسة”، وهي مهملة تماما، فضلا عن عدم توفر الوسائل التي تضمن ذلك التعليم، كل تلك المعطيات، يضاف إليها تردي نوعية الكتب المدرسية وضعف البرامج والمناهج ومحاولة كل سنة القيام بإصلاحات غير مدروسة تفرض على الأساتذة دون استشارتهم فيها رغم أنهم هم أساس العملية التربوية ، كل ذلك جعل من المنظمة التربوية في الجزائر “منظومة مهلهلة”، والنتيجة أنه “بعد 30 سنة من التفكير، وقفنا على أن الأهم لنجاح منظومة تربوية، لا يكمن في الوصول بسرعة، بل أن نأخذ كل الوقت لضمان إنجاحها”.
كما شدد الأستاذ قويدر يحياوي أن ” للعنصر البشري دور أساسي في فشل المنظومة التربوية أيضا ، فمعلّم الابتدائي الذي يتخرج من الجامعة ويوجه لتسيير قسم دراسي يحوي 50 تلميذا، يجد نفسه مجبرا على الإبداع لاحتواء التلاميذ، إذ يطلب منه أن ينسى ما تعلّمه خلال مساره الجامعي ويعتمد على أمور تتماشى مع المهمة التي أسندت إليه فقط، رغم أنه لم يتم تهيئته لذلك إطلاقا، وهذا كله جهل بأهمية العلوم البيداغوجية التي يجب أن نسعى إليها لضمان نجاح جزء معتبر من المنظومة العلمية، لا أن نسعى لتطبيق سياسة “النهج بواسطة الكفاءة”، والتي نقدم من خلالها للمعلم تجارب تعليم أثبتت جدارتها في دول متقدمة، ونطالبه بتطبيقها عندنا على أساس أنها مثالية، دون أن نتأكد من فعاليتها عندنا لاختلاف المجتمعات”.
أخبار دزاير : كريم يحيى