فضحت مستشارة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الأستاذة النانة لبات الرشيد في مقال لها عبر صفحتها الرسمية بالفيس بوك التوجهات الجديدة للاحتلال المغربي، من خلال إطلاق مبادرة فاشلة تتعلق باستفادة دول الساحل من الأطلسي، حيث اعتبرت المشروع فشلا جديدا لما صار يعرف بدبلوماسية ” شراء الذمم ” المغربية.
وكشفت المستشارة النانة لبات الرشيد عن اختلالات كبيرة في الداخل المغربي، أثرت كثيرا على الوضع الاقتصادي للبلد، جراء هذه المشاريع الفاشلة، مؤكدة أن الاحتلال المغربي لا يهتم بتنمية بلده، الذي يتذيل مؤشرات التنمية، بل تنصب مختلف جهوده على إبقاء الصحراء الغربية تحت الاحتلال بتقديم أي تنازلات مهما كانت.
وهذا نص المقال :
ما يسميه الاحتلال المغربي مبادرة لاستفادة دول الساحل من الأطلسي، لا يختلف كثيرا عن مشروعه بناء العاصمة جوبا، وعديد المرافق الصحية بمدغشقر، وأنبوب الغاز النيجيري المغربي، وإعلان طنجة المعتمد على بعض الوزراء الأفارقة السابقين، والأمر كله وبرمته لا يتجاوز في أهميته تغريدة ترامب البائدة حول مغربية الصحراء الغربية المزعومة.
دول الساحل الأربع؛ بوركينا فاسو، تشاد، النيجر ومالي، دول حبيسة، وتبعد عن المغرب عشرات الأميال، وتعتبر النيجر من أفقر الدول في العالم، وأهم حدودها تلك التي تشتركها مع الجزائر، ووعد طريق الصحراء وخط الغاز النيجيري الجزائري العابر بها، أهم آفاق انفراجها الإقتصادي، وبينما تعاني مالي من معضلة أزواد وتطورات نشاط الجماعات المسلحة، توجد الجزائر على حدودها، سندا قويا في مسارات مصالحاتها الوطنية، وناصحا أمينا في مخاضها الأمني الشائك . وتبقى تشاد وبوركينا فاسو، أخطر واقعا، فالاضافة إلى ما تعانيانه من فقر وتوتر سياسي وأمني، توجدان داخل محيط جغرافي متصدع سياسيا واقتصاديا بالكامل.
إذن، ما محل ترف كمبادرة المغرب من الإعراب، وحال الدول الأربعة الحبيسة يغني عن سؤاله؟ وكيف ستتجاوز هذه الدول أزماتها حتى تجد فرصة لتسلق تخوم الجزائر الشاسعة، والسير في وهاد الصحراء الغربية الملغمة، لتصل ساحل الأطلسي الذي لا يملك الاحتلال المغربي شواطئ هامة به، إلا ما احتل ونهب من الصحراء الغربية المحتلة؟
لا يهتم الاحتلال المغربي لتنمية بلده، وكل الدراسات الاقتصادية تؤكد تذيله مؤشرات التنمية، والدخل الفردي الأخفض وارتفاع مديونيته، كل همه مغربية الصحراء الغربية، وإحكام القبضة على المنطقة التي تدر ذهبا وماسا، ومن شأنها فك أزماته السياسية والاقتصادية، لهذا تقوم كل سياساته على شئ واحد اسمه الصحراء الغربية. وفي سبيلها أعلن تطبيعه مع اسرائيل، وقدم الوعود الجزافية، واصطاد في المياه العكرة، وآخر ذلك مجاملاته دول الساحل بطريق مستحيل نحو الأطلسي، فقط لأن النيجر ومالي وهما على حدود مع الجزائر، تمران بأزمات سياسية عويصة، يزيدها العسر الاقتصادي صعوبة.
بقلم الأستاذة : النانة لبات الرشيد
مستشارة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية