تساءل الكثير من رؤساء الأحياء والمجتمع المدني، بغالبية البلديات الـ 25 الموزعة عبر إقليم ولاية البليدة عن تاخر وبطء حركة التنمية، وغياب أبسط ضروريات الحياة فضلا عن انعدام التهيئة، وتعبيد الطرقات والمسالك الترابية وانعدام الإنارة العمومية وشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى التغطية الصحية وعديد النقائص.
كما هو الشأن لسكان مركز بهلي لبلدية الصومعة والذين طالبوا في العديد من المرات بالتهيئة وتعبيد الطرقات، فضلا عن وادي بوشملع الذي استولى عليه المواطنون بعد تشييد سكنات فوضوية على حوافه وتحويله الى مكب للنفايات، مما أصبح يشكل كارثة بيئية و صحية .
وقد اشتكى السكان بعديد البلديات من وضعهم المتردي على غرار بوعرفة، أولاد يعيش، بني مراد العفرون، وادي جر، فضلا عن بلدية موزاية والتي توجد بها أكثر من 17قرية ظلت لسنوات في خانة النسيان، بالإضافة إلى بلدية بوقرة و اولاد سلامة ، والجبابرة ومفتاح إلى جانب بلدية حمام ملوان والتي تحدث سكانها لـ “أخبار دزاير” عن واقعهم المر وعن بلديتهم المهمشة والبعيدة عن اهتمامات مسؤولي ولاية البليدة رغم أنها لاتبعد عن عاصمة الولاية إلا بكيلومترات تزخر بمناظر طبيعية يمكن أن تكون ملاذا لآلاف الباحثين عن السياحة.
و في ذات السياق، كشف سكان بلدية قرواو عن عملية الترقيع التي ينفذها المقاولون المشرفون عن بعض المشاريع، لا سيما الخاصة بإعادة تهيئة شبكة الصرف الصحي فضلا عن شبكة المياه و التي ظهرت عيوبها في ظرف قصير، حيث أرجع المواطنون مثل هذه الظواهر إلى غياب الرقابة والصرامة في متابعة الأشغال مما يعكس عملية “البركولاج” على هذه الاشغال و التي كلفت ميزانية الدولة اموالا طائلة .
ومن جهة أخرى، فإن سكان حي ماوري ببلدية بوفاريك لا يزالون يطالبون بضرورة استكمال أشغال الشطر المتبقي من شبكة الربط بالغاز الطبيعي التي بقيت تراوح مكانها منذ أكثر من 7 أشهر، فضلا عن تعبيد الطريق الذي يربط مساكنهم بالطريق الرئيسي لسويداني بوجمعة وعلى مسافة 500 متر.
وقد أعرب السكان عن استيائهم نتيجة عدم برمجة مصالح الولاية لمستشار رئيس الجمهورية المكلف بمناطق الظل” مراد ابراهيم “، والذي عاين عددا من المشاريع قبل فترة، رغم مطالبة مصالح الولاية ببرمجة معاينة ميدانية للمستشار للوقوف على أوضاعهم المزرية دون جدوى.
وعلى غرار حي الحماليت الغربية بطريق الشريعة لبلدية البليدة والذي يوجد به أكثر من 219 عائلة ويبعد عن عاصمة البلدية بـ 4 كلم، حيث كشف رئيس الحي ” حسام طراد” في تصريح لـ “أخبار دزاير” التي وقفت على حجم معاناة المواطنين اليومية أن الحي يفتقر لأدنى ضروريات الحياة، مضيفا أن أهالي المنطقة سئموا من مختلف الوعود التي كثيرا ما كانوا يتلقونها من طرف مختلف السلطات، فقد كانت حسب زعمهم وعود مرتبطة بمصالح ذاتية لحملات انتخابية، بغية كسب أصوات السكان، وتساءل المواطنون عن نصيب بلدياتهم من الأموال التي تلقتها الولاية في إطار برنامج رئيس الجمهورية للتكفل بمناطق الظل، حيث تظل المعاناة متواصلة بصور تكرس الشعور باليأس والإحباط لدى السكان وفقدان الثقة والأمل في توفير أبسط ضروريات الحياة اليومية في الوقت الذي تخصص فيه الدولة ميزانيات ضخمة لفائدة بلديات الولاية في إطار التكفل وإعادة الاعتبار لمناطق الظل .
البليدة: عريبي. م