طوّرت حركتا ” الماك ” و ” رشاد ” الإرهابيتان من مخططاتهما مؤخرا في تسيير المسيرات بالعاصمة، منذ التسريب الصوتي للقيادي بحركة ” رشاد ” الإرهابية مراد دهينة المقيم بسويسرا والذي أعلن فيه قبل فترة تنفيذ ” خطط أمنية ” قصد التحكم والسيطرة أكثر في هذه المسيرات.
وقال مراد دهينة في التسجيل الصوتي ” من الآن نفكر في أحسن طريقة، للاستعدادا لمسيرات يوم الجمعة سواء من الناحية ” الأمنية ” أو غيرها لإعطاء انطباع لدى المناضلين القادمين من الولايات أن الحراك لم يتوقف، حتى لا يحس المواطنون أن الحراك اندثر “، داعيا إلى مناقشة ” أنجع الطرق لمواصلة الحراك والعمل الميداني ”
وبرأي المتتبعين، فإن حركتي ” الماك ” و ” رشاد ” الإرهابيتين تنفذان مخططات تستهدف ضرب الاستقرار والنظام العام، من خلال استغلال المسيرات والتحكم في الحشود، على أمل إعادة السيناريو الليبي والسوري في الجزائر، تارة عبر إنهاك القوى الأمنية من خلال الدعوات اليومية لمنتسبي الحركتين لخروج المواطنين للشارع، وأخرى لاستفزاز عناصر الأمن قصد القيام بتصوير أي ردود أفعال ومن ثمّ العمل على تدويل القضية باسم الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية مثلما حصل في دول أخرى.
وبرأي المتتبعين دائما، فإن تحرك المحامي مصطفى بوشاشي والذي حاول الحديث باسم الشعب عبر توجيه نداء إلى حلف الناتو من خلال ” أوقفوا الحرب المعلنة على الشعب الجزائري”، والذي قوبل برفض شعبي واسع يعد احدى عناصر هذه المخططات التي يتم تنفيذها بشكل متزامن، حيث ركزت فرانس 24 على نداء بوشاشي بشكل يثير علامات الإستفهام، وهو الذي وصفته وكالة الأنباء الفرنسية خلال عام 2019 بأنه ” أصبح مرجعا للمحتجين في الجزائر ” .
وبذلك، فإن لمعارضي الخارج دور في تأجيج وتهييج الشارع عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي تتقاطع أهدافها مع عدة أجهزة خارجية، فيما يعود لجماعات حركتي ” الماك ” و”رشاد ” الإرهابيتين الدور الأبرز عبر ترديد شعارات مختارة ضد الجيش والمخابرات والأجهزة الأمنية ورئيس الجمهورية، وتسيير الحشود في الشوارع وفق خطط أمنية مدروسة، والدليل ما عرفته الجمعة الأخيرة من تغيير لمسارات الحشود التي تم تغييب عقولها، بالتركيز الدائم عن الوضع الاجتماعي المتأزم والاقتصادي المتردي وإقناعها بعدم وجود أي أمل في المستقبل ونشر السلبية قصد تحقيق الإنفجار الشعبي على الطريقة السورية والليبية، وهو الوضع الذي زادت من تأجيجه أجهزة مخابرات مغربية، فرنسية وصهيونية.
وإذا كان الجزائريون الوطنيون قد فضحوا مختلف تحركات المعارضين المحرضين والمخدرين عقليا في الداخل في حروب إلكترونية لا تزال متواصلة عبر منصات التواصل الإجتماعي، فإن المصالح الأمنية في الجزائر قد أفشلت عدة مخططات لحركة ” الماك ” و ” رشاد”، حيث كشفت شهادات لأحد منتسبي “الماك ” الموقوفين عن وجود مخططات إرهابية للقيام بتفجيرات إرهابية بالمسيرات الشعبية في سيناريوهات مشابهة لما وقع في سوريا.
وأمام هذه المخططات القذرة التي تستهدف إشعال الشارع وتكرار تجربة ” ربيع المغفلين ” في الجزائر، فقد أصدرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية يوم أمس بيانا أكدت فيه حصول انزلاقات وانحرافات خطيرة بالمسيرات ودعت إلى الإلتزام الصارم بالقوانين.
وجاء في بيان وزارة الداخلية ” لوحظ مؤخرا أن المسيرات الأسبوعية بدأت تعرف انزلاقات وانحرافات خطيرة، بحيث أصبحت لا تبالي بما يعانيه المواطنون من إزعاج وتهويل ومساس بحرياتهم، من خلال تصرفات أناس يغيرون اتجاه مسيرتهم في كل وقت، بدعوى أنهم أحرار في السير في أي اتجاه وعبر أي شارع، وهو ما يتنافى مع النظام العام وقوانين الجمهورية”.
وتابعت الوزارة ” في هذا السياق، وجب التذكير بما كرّسه دستور نوفمبر 2020 في مجال حرية المسيرات، وذلك بمجرد التصريح “.
وشدّدت وزارة الدخلية في بيانها أنه ” يجدر التأكيد على ضرورة التصريح من طرف المنظمين بأسماء المسؤولين عن تنظيم المسيرة، ساعة بداية المسيرة وانتهائها، المسار، والشعارات المرفوعة، وفق ما يتطلبه القانون، وهذا لدى المصالح المختصة “.
وأكد البيان أنه يترتب عن عدم الإلتزام بهذه الإجراءات مخالفة القانون والدستور، مما ينفي صفة الشرعية عن المسيرة، ويجب التعامل معها على هذا الأساس “.
وفي الأخير، فإن حديث البعض عن عدم إمكانية تكرار ما حدث في ليبيا وسوريا وأن ما يقع في الجزائر مختلف، هو نفس الحديث الذي ردّده السوريون في بداية انتفاضتهم، كما رفضوا الإستماع لحديث العقل، بل وقتلوا العالم محمد رمضان البوطي لمعارضته الخروج إلى الشارع، بتأكيدهم أن هدفهم هو تحقيق الحرية المنشودة، إلا أن تدخل القوى العالمية وفتح أبواب سوريا أمام الإرهاب الدولي جعل السوريين وحتى الليبيين أمام واقع جديد، إذ توفرت لهم كافة الأسلحة بأنواعها لنشر الفوضى، إلا أنهم تحولوا إلى لاجئين يبحثون عن رغيف خبز … فلنتعظ ..
والخلاصة، فالحروب الناعمة تطورت كثيرا، وهي تستهدف عقول المواطنين بعد دراسات دقيقة لتحويلهم إلى أدوات تدمير ذاتي لبلدانهم، وهم يعتقدون أنهم بتحركاتهم ومسيراتهم يعملون على تغيير واقعهم نحو الأفضل…
أخبار دزاير: عبد القادر. ب