أشار اليوم وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي خلال إشرافه على أشغال المنتدى الوطني حول ظاهرة ” الحرقة” تحت شعار ” مستقبل شبابنا مسؤولية مشتركة” أن المصالح الأمنية أحصت ” أزيد من 51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحرض على الحرقة و تستغل هذا الفضاء لنشر البؤس و الإحباط، صفحات أعدت ملفات قضائية ضد أصحابها”، وأضاف ” أفتقد العبارات و الألفاظ المناسبة لوصف ذلك الاحساس الرهيب و نحن نرى شبابنا اليافع، شبابنا الطموح، شبابنا الآمل، و هو يركب قوارب الموت التي تأخذه إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، تبدأ بالسقوط في مصيدة تجار الموت التي تنسج له حلما كاذبا، ثم تصير به إلى رحلة غير محسوبة إما تغدر به في أعالي البحار أو تدفعه موقوفا أو مسجونا و في أحسن الحالات ضائعا و هائما و غريبا”.
وكشف وزير الداخلية والجماعات المحلية في كلمته أن عدد المفقودين الذين انطلقوا و لم يظهر عليهم أي خبر بلغ أزيد 90 و 4000 منهم تم إنقاذهم، حالات تعمل السلطات المختصة بلا هوادة للبحث عنهم و تتبع آثارهم، علّنا نصل إلى كشف مصيرهم و إراحة أهاليهم.
وأكد عن إعطءا تعليمات صارمة للمصالح الأمنية لتكثيف التحقيقات لتفكيك شبكات التهريب ومحاربة منظمي الرحلات، حيث أثمرت هذه التحقيقات خلال الفترة الأخيرة ” بكشف خيوط مجموعة من الشبكات سمحت بفتح ما يقارب 200 قضية على مستوى العدالة و تقديم 344 شخص أمام الجهات القضائية خلال سنة 2018، أدين 24 منهم بالسجن النافذ”.
وحذر نور الدين بدوي من دور شبكات التواصل الاجتماعي في تنامي ظاهرة ” الحرقة ” في الفترة الأخيرة ” فقد صرنا نعي جيداً الأثر الكبير الذي تلعبه هذه الوسائل الحديثة في الترويج والتشهير وتغليط الشباب بأكاذيب وقصص منسوجة ووهمية تدفعهم لهذا المصير المجهول”، وأردف بالإشارة إلى أنه ” أصبحت هذه الشبكات الفضاء المفضّل للمهربين ولمنظمي رحلات ”الحرقة” للترويج لخدماتهم واصطياد ضحاياهم من الأبرياء، متخفّين وراء أسماء مستعارة وشخصيات وهمية، لمحوِ آثار جريمتهم، فبعض هؤلاء المهربين يٌنْشِؤٌونَ صفحاتٍ على الفايسبوك تشتمل على مضامين تشجّع على الحرقة، يستغلونها للتواصل مع الشباب وتحريضهم ومن ثمَّ اقتراح عليهم رحلة من رحلات الموت المبرمجة مقابل مبالغ مالية معتبرة”.
أخبار دزاير: عبد القادر. ب