ثلاث سنوات تمر على يوم هو من أبرز أيام تاريخ الجزائر الحديث، يوم انتفض الشّعب وقال لا للفساد، لا لزمرة استحوذت على خيرات البلاد والعباد، ونعم لتوطيد اللحمة بين الشعب وجيشه، فكان هذا اليوم التاريخي اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه، وهي علاقة وطيدة امتدت لثورة نوفمبر المباركة التي انصهر فيها الشعب مع جيش التحرير الوطني الباسل …
نستعيد هذى الذكرى والملحمة التي صنعها الجزائريون بأصوات دوّت عاليا بالشوارع ” جيش شعب .. خاوة خاوة “، لتشكل محطة من محطات الجزائر الناصعة بمواقف الشعب وارتباطه الوثيق بالوطن ورابطة ” جيش ـ أمة “ التي ترسخت أكثر..
محطة الـ 22 فيفري خلّدها التاريخ وستذكرها الأجيال على مر الزمن، وهي ذكرى وقفت عندها الجريدة الإلكترونية “أخبار دزاير” عبر استطلاع رأي حول هذه الملحمة التاريخية، ملحمة جنّبت الجزائر ويلات الفساد والخراب معا، وأدخلتها مرحلة مشرقة بطموحات ومشاريع جديدة لتجتمع آمال الشعب وطموحاته حول الجزائر الجديدة …
سيد أحمد تمامري رئيس كتلة ” حزب جبهة التحرير الوطني ” بالبرلمان :
” يوم 22 فيفري تجسيد للبعد التاريخي الذي يربط الشّعب بجيشه وبدعمه المطلق له “
رمزية هذا اليوم تضرب أطنابها في عمق تاريخ الشعب الجزائري منذ انطلاق مسيرة كفاحه ضد المستعمر خلال القرن 19، وتواصلت إلى يومنا هذا.. وما تم تحقيقه من مشاهد التلاحم بين الشعب وجيشة ومؤسساته سنة 2019 هو تجسيد لهذا البعد التاريخي الموجود الذي يربط الجيش الشعبي الوطني سليل جيش التحرير والشعب الجزائري سواء إبان الفترة الاستعمارية أو خلال مسيرة البناء أو الأوقات الصعبة التي شهدتها أو تلك قد تشهدها الجزائر ..
إن مؤسسة الجيش الوطني الشعبي تحمي الجزائر من كل محاولات الاختراق مهما تعددت أشكال هذه المحاولات، وبالتالي هي حصن قوي يحمي الجزائر ترابا وشعبا، وهي مستهدفة من طرف أعداء الشعب والوطن، ولكن هيهات أن تبوء محاولات أعداء الشعب والوطن بالنجاح مادامت هذه المؤسسة صامدة بقيادتها ورجالها وهياكلها وأيضا بالدعم الشعبي المطلق لها.
محمد الطاهر ديلمي ( ناشط جمعوي):
” جيشنا بقي وفيا ومدافعا عن قيم ثورة نوفمبر المجيدة محافظا على كرامة الجزائر وحرية قرارها “
اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه له دلالات لها بعد تاريخي، فجيش التحرير توأم جبهة التحرير من البداية ارتبطا بالشعب، وعندما مارست فرنسا مختلف جرائمها الاستعمارية ضد الشعب والمجاهدين وجيش التحرير، كان الشعب بمختلف فئاته الاجتماعية يزلزل المدن الجزائرية للمطالبة بالاستقلال ودعما لجيش التحرير الوطني.
وبالتالي، فإن أفراد الجيش الوطني الشعبي هم أبناء الشعب، وقد ساهمت مؤسسة الجيش بالإضافة إلى مهامها التقليدية كمؤسسة عسكرية في حركية التنمية الاقتصادية، ومن بينها مشروع السد الأخضر، حيث كان جيشنا ملبيا وواقفا دوما مع الشعب، في الكوارث الكبرى والتقلبات الجوية، إلى جانب حماية الشعب والوطن من الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
ولعل دور أبناء الجيش الوطني الشعبي في ملحمة مكافحة جائحة كورونا خير دليل على وطنية وأصالة جيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الذي بقي وفيا ومدافعا عن قيم ثورة نوفمبر المجيدة محافظا على رسالة الشهداء في الحفاظ على كرامة الجزائر وحرية قرارها السياسي والسيادي مدافعا عن ثوابت الأمة والوحدة الوطنية ومحاربة آفة الإرهاب بمختلف أشكالها.
نعم إنه تلاحم نفتخر به، خاصة في مرافقته للحراك المبارك وللتغيير السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة واحترام الدستور وبما وصل إليه جيشنا من احترافية عسكرية وقدرة على التحكم في ناصية التكنولوجيا العسكرية..
جيشنا الوطني الشعبي نفتخر به فهو الذي حمى الوطن والدولة والشعب في مختلف المحطات التي عرفتها الجزائر..
المجد للشعب والتقدير لجيشنا والخلود للشهداء.
محمد بدر الدين دكاني: (نائب بالمجلس الشعبي الوطني )
” يوم 22 فيفري مكسب حقيقي واستمرار التلاحم بين الشعب وجيشه صمام أمان للوطن “
إن ترسيم يوم 22 فيفري من كل سنة باعتباره يوما وطنيا لأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية، يعد مكسبا حقيقيا ويعكس التلاحم الذي لم ينقطع منذ اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954 التي احتضنها الشعب وقادها جيش التحرير الوطني آنذاك، ليتأكد ذلك بعد الحراك المبارك الأصيل، الذي رفع فيه الشعب شعارات ” جيش شعب خاوة خاوة “، واستجابة المؤسسة العسكرية للنداء مرة أخرى، بمرافقتها للحراك وتسيير تلك المرحلة الصعبة والمنعرج الخطير الذي كاد أن يعصف بمستقبل البلاد.
وهكذا، استطاع الحراك تحقيق مطالبه في التغيير بحماية ورعاية من مؤسسة الجيش، من خلال المحافظة على المسار الدستوري للدولة وتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة يوم 12 ديسمبر 2019، التي تعد اللبنة الأولى لبناء الجزائر الجديدة، ثم بناء مؤسسات دستورية جديدة في زمن قياسي كان آخرها انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة.
إن رمزية التلاحم بين الشعب وجيشه حمت الجزائر من تداعيات كادت أن تعصف بالدولة ككل، واستمرار هذا التلاحم والأخوة يعد صمام أمان للوطن وجبهة موحدة بإمكانها مواجهة كل التحديات القادمة.
إن جميع المؤسسات الدستورية الجديدة هي ثمرة هذا التلاحم والتآخي بين الشعب وجيشه..
سيد أحمد أولحسن ( خبير في التسيير الاستراتيجي ):
” 22 فيفري سيبقى يوما تاريخيا وذكرى خالدة في وجدان الشباب “
اليوم الوطني للأخوة و التلاحم بين الشعب و جيشه سيبقى يوما تاريخيا و ذكرى خالدة في وجدان الشباب في عهد الجزائر الحديثة، و كيف كانت ثورة الشباب بطريقة سلمية من أجل التخلص من الصورة السياسية القديمة للبلاد، و طموحًا في اعتلاء وجوه سياسية شابة ذات كفاءة و خبرة من أجل حسن تسيير شؤون الدولة وفق متطلبات العصر و حسب التوجهات الدولية.
و قد كانت مطالب الشباب مشروعة و ممكنة تكمن في تحسين المستوى المعيشي و الارتقاء بالمستوى التعليمي و فتح آفاق مستقبلية واعدة و تحرير اقتصاد البلاد من الاحتكار إلى المنافسة وفق مبدأ (( الاستثمار لكل الجزائريين)) في شتى المجالات خاصةً و أن الموارد و الامكانيات متوفرة إلا أننا نحتاج إلى تنظيم عملي مدروس، مخطط و ممنهج في مختلف القطاعات، كما أريد أن أؤكد أن بعث الأمل و الطمأنينة يكون بشرط توافر جهود الجميع من أجل تحقيق الإنجازات ميدانيًا و التي تعتبر المقياس الحقيقي لمدى تحقيق النمو، التقدم و التنمية.
محمد بهلولي أبو الفضل (أستاذ القانون العام والعلوم السياسية )
” بفضل الحراك الأصيل دخلت الجزائر في هندسة نظام جديد مبني على الجودة الديمقراطية”
22 فيفري يوم له دلالة قوية على إصلاحات سياسية جذرية و عميقة و جدية لوضع قطيعة مع الممارسات السابقة، وأهم مؤشر هو النص على الحراك الأصيل المبارك في مقدمة الدستور وهذا له دلالة قوية على أن الحراك الأصيل أصبح جزء من تاريخ الشعب الجزائري، ودخلت الجزائر بفضله في هندسة نظام جديد مبني على الجودة الديمقراطية.
إن موقف المؤسسة العسكرية بوقوفها وانحيازها للشعب رسالة للرأي العام الداخلي و الدولي أن الجيش هو من رحم الشعب ولن يخذله وأنه هو العمود الفقري، وبالمقابل لا بد من الأحزاب السياسية التكيف مع متطلبات الجزائر الجديدة، مع الاقتناع أن كل أعداء الجزائر سوف يقعون وتبقي الدولة واقفة.
محمد رابح ( إعلامي، المدير العام لسبق برس ):
” التلاحم بين الشعب وجيشه هو تحصين للبلد ووفاء للشهداء “
هذا اليوم يرمز لانتفاضة الشعب ضد الاستبداد وحكم الفرد وتمييع المؤسسات واوليغارشيا المال الفاسد، لقد عبر الشعب يوم 22 فيفري 2019 بكل مكوناته عن رغباته لبناء دولة المؤسسات التي حلم بها الشهداء وإحداث قطيعة مع مرحلة قاتمة ميزت السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
اليوم بعد مرور 3 سنوات نقتنع أكثر أن المسيرات كانت خطوة فقط في طريق التغيير، وأن التنافس السياسي والمشاريع الخادمة للمجتمع والانخراط في الشأن العام هو ديمومة وليست تفاعلات لحظية تنتهي بشعارات في الشارع.
ولا يمكن أبدا إحداث انتقال ديمقراطي إلا بوحدة المجتمع والجيش وجعل هذه الذكرى مرتبطة بالتلاحم بين المكونين هو تحصين للبلد ووفاء للشهداء وابعاد للمخاطر التي تحدق بالأمة الجزائرية الواحدة.
أخبار دزاير: كريم يحيى