إنّ لاتفاقيات التعاون الإقليمي والشراكة الاقتصادية – خاصة في الوقت الراهن- في الجزائر من أهمية بحال على بنية اقتصادها الداخلي وفي تحرير تجارتها الخارجية، فالدراسات الحالية وفق الاقتصاديات المعاصرة تفصح على أنّ حجم التجارة المتداولة في إطار اتفاقيات التكامل الإقليمي تُشكل نسبة مهمّة من حجم التجارة الدولية وكمثال على ذلك الشراكة الأوروبية، من هنا يكون على الجزائر أن تركّز استثماراتها في شقّ المبادلات التجارية ضمن محيطها الإفريقي، هذا ما يشير إليه الديبلوماسي “إسماعيل بن عمارة” في محاضرة له حول “الديبلوماسية الاقتصادية”…
ومن المؤكد أنّ منطق الوجود بقوّة الاقتصاد لا يقتصر وفقط على تحقيق الأهداف النمطية للاقتصاد كالوصول إلى الاكتفاء الذاتي وزيادة نسب الإنتاج والتشغيل إلى تحقيق معدلات مرتفعة لنمو الاقتصاد، وإنما وفق حركة التغيير السريعة في بيئة الأعمال العالمية تستلزم التفكير في أشكال وآليات اقتصادية جديدة تواكب حركة التغيير السريعة في بيئة الأعمال العالمية في سياق توحيد العولمة للاقتصاد الدولي، وذلك بانفتاح الأسواق الوطنية على الأسواق الحرّة الإقليمية، على اعتبار أنّ قوّة الوجود الإقليمي أصبحت تقاس بقوّة الوجود الاقتصادي ليست وفقط الحضور العسكري، هذا ما يشير إليه كذلك سعادة السفير في مداخلته على مستوى معهد الديبلوماسية والعلاقات الدولية.
و المؤكد أنّ الاقتصاد يعدّ القوّة والمحرك الرئيسي الآن على مستوى المنطقة الإفريقية، حيث نشرت مؤسسة “برايس ووتر هاوس كوبرز” للخدمات المهنية الدولية تقريرا بعنوان “العالم في عام 2050” توقعت فيه أن تُحقق اقتصادات الأسواق الصاعدة الكبرى نموا بوتيرة أسرع مرتين مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، مشيرة أنّه بحلول عام 2050 ستصبح ستة من اقتصادات الأسواق الصاعدة اليوم ضمن أقوى سبعة اقتصادات في العالم متجاوزة بذلك الولايات المتحدة التي ستهبط من المرتبة الثانية إلى الثالثة، واليابان التي ستهبط من المرتبة الرابعة إلى الثامنة وألمانيا التي ستهبط من الخامسة إلى التاسعة، كما يتوقع التقرير صعود بعض الدول ذات الاقتصادات الضعيفة نسبيا مثل الفيتنام والفلبين ونيجيريا في مراتب متقدمة ضمن أكبر اقتصاديات العالم في العقود الثلاثة المقبلة، من هنا ندرك أنّ لإفريقيا حظها المستقبلي وفق التقرير على إثبات الحضور الاقتصادي العلمي، فهل يمكن للجزائر أن يكون حظّها أيضا ضمن أكبر اقتصاديات العالم مع حلول سنة 2050؟
أخبار دزاير: بوبكر سكيني