نظم مجموعة من الأطباء و العمال شبه الطبيين العاملين بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببلدية برج عمر إدريس، شمال ولاية اليزي هذا اليوم وقفة تضامنية للتعبير عن رفضهم لظاهرة العنف ضد مستخدمي القطاع الصحي التي باتت تعرف تزايدا مقلقا في الأونة الأخيرة بسبب النقص الكبير في عمال الأمن على حد وصفهم.
واستنكر المحتجون تكرر الاعتداءات اللفظية و الجسدية التي تطالهم، خاصة في أثناء المناوبة الليلية التي تعرف ولوج بعض الأشخاص السكارى بصفة تكاد تكون يومية.
وتذكر إحدى الممرضات العاملات بمصلحة تصفية الدم كيف أنها سارعت للهروب من أحد السكارى الذي استطاع الولوج في الصباح الباكر لداخل المصلحة. و تقول إحدى المشاركات في الوقفة أنها تعرضت مؤخرا، أثناء المناوبة الليلية، لوابل من الشتائم من طرف إحدى المريضات و مرافقها الذي كاد أن يعتدي عليها جسديا.
ودعا أحد المشاركين في الوقفة إلى ضرورة تقدير المجهودات التي يبذلها الطاقم الطبي و شبه الطبي خاصة في ظل جائحة كورونا، لافتا في الوقت نفسه أن أغلب الاعتداءات تكون من مرافقي المرضى، قبل أن يحث زملائه و زميلاته بضرورة التبليغ وعدم التكتم على المضايقات التي تعرضون لها.
من جهتها، فسرت إحدى الممرضات لـ “أخبار دزاير” تكرر ظاهرة الاعتداءات بالنقص الفادح في عدد العمال المكلفين بالأمن بالمؤسسات الصحية المتواجدة عبر كامل تراب البلدية بدءا من وسط المدينة ثم المنطقة الحضرية وكذا زاوية سيدي موسى بالإضافة إلى قرية تين فوي تبنكورت التي لاتحتوي أصلا على عامل أمن.
وأضاف زميلها بأن غياب مقر الأمن الوطني على مستوى البلدية أثر على تنامي هذه الظاهرة، وتابع : “أقترح أن يتم تدعيم عمال الحراسة من قبل البلدية لتغطية النقص المسجل حاليا عبر مختلف المؤسسات الصحية وكذا تكثيف الدورات الأمنية الليلية للحد من حالات الإعتداء على الطواقم الطبية”.
غياب مقر الشرطة ..
طالب مؤخرا عضو مجلس الشعبي الوطني عن ولاية اليزي النائب محمد هنوني، أثناء مداخلته على هامش مناقشته مخطط عمل الحكومة بضرورة فتح مقرات للشرطة بكل من دائرة برج عمر إدريس و المقاطعة الإدارية بالدبداب اللتان تبعدان عن مقر ولاية اليزي بـ 700 و 400 كلم على التوالي، قصد توسيع التغطية الأمنية و ضمان حماية الأفراد و الممتلكات و مكافحة الجرائم في كل أشكالها.
إليزي: إبراهيم بودة