عرفت فصول إساءة المدعو سعد بوعقبة إلى منطقة الجلفة وسكانها تطورات متسارعة مؤخرا، حيث تحرك أربعة نواب من خلال المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بإصدار بيان تنديد واستنكار دعوا فيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى التدخل من أجل تطبيق القانون القانون رقم 2008-2005 المؤرخ في 28 أبريل 2020 ، المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما.
وجاء في نص البيان ” هناك حد فاصل بين مفهوم حرية التعبير وبين ما يعتبر تمييزا وخطابا للكراهية لكن لا تزال بعض الأقلام المسمومة تستغل حرية التعبير و تتخذها حجة وذريعة لنشر الأفكار التي من شأنها ضرب استقرار المجتمع والوحدة الوطنية”.
وأكد النواب أن ” ما تناوله مقال جريدة المدار TV للناشر- سعد بوعقبة عن ولاية الجلفة قد كان مجردا من كافة قيم الصحافة ولا يمد بصلة لحرية التعبير, بل ما هو إلا إفراط في حرية التعبير وتصرفات غير مسؤولة تكرس مفهوم بث الكراهية بين أبناء الوطن الواحد و مس صريح لنسيج المجتمع الجزائري يستوجب اتخاذ كافة الإجراءات للحد”.
وأضاف البيان أن قانون 20-10 المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحاتهما أولى ” أهمية بالغة للآليات الوقائية من خطاب الكراهية، من خلال التأكيد على منه دور الدولة بصفة عامة والإدارات العمومية بصفة خاصة في مكافحة هذا الخطاب بهدف أخلقة الحياة العامة كما أن نص المادة 04 من القانون المذكور أعلاه واضح قد فصل في شكل هذه الجرائم .”
وأعلنت المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني عن استنكارها وبشدة لـ ” فحوى مقال الناشر في الجريدة المذكورة سالفا والذي مس بالتحديد أصالة منطقة من أعرق مناطق الوطن لتاريخها وحاضرها المكتوب من ذهب وقطعة أساسية من هذا الوطن”.ذ
ودعا النواب إلى “تفعيل المرصد الوطني للوقاية من التمييز وخطاب الكراهية الذي تقرر إنشاؤه بموجب القانون رقم 20-05 المؤرخ في أبريل 2020 واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة ضد كل من تسول له نفسه ضرب استقرار المجتمع والوحدة الوطنية .”
وللإشارة، فقد راسل كل من نواب الدائرة الانتخابية لولاية الجلفة لحزب جبهة التحرير الوطني وهم محمد دكاني، حسين حبشي، مسعودة بديرينة، ورياض بن دراح كلا من وزير العدل والاتصال داعين إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
وللتذكير، فقد تأسف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي خلال تنشيطه ندوة صحفية يوم أمس بمقر الحزب عن إساءة سعد بوعقبة لمنطقة الجلفة وسكانها، مؤكدا أن ” الجلفة ركن من أركان البلاد والوطنية، وإذا تكلمنا عن تاريخها لن يسعنا الوقت والمكان لذكر كل بطولاتها، بدءا بمقاومة خليفة الأمير عبد القار الشيخ شريف بن لحرش إلى المقاوم الكبير التلي بلكحل و العلماء أمثال الشيخ عطية مسعودي، الشيخ عبد القادر بن براهيم، والبطل أحمد بن الشريف وغيرهم “.
وذكر بعجي أبو الفضل أن ولاية الجلفة طالما لبت نداء الجزائر في مختلف المحطات التاريخية و المفصلية، مذكرا بموقف الولاية وسكانها خلال الحراك الشعبي إلى جانب دعم المسار الانتخابي ومساندتها للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.
وقد تفاعل سكان ولاية الجلفة كثيرا مع موقف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان سبّاقا إلى الدفاع عن المنطقة وتاريخها، فيما تحرك نشطاء في المجتمع المدني والحركة الجمعوية ومثقفون وإعلاميون بالولاية للرد بقوة على الإساءة، ورفعوا دعاوى قضائية ضد سعد بوعقبة، مؤكدين أن اعتذاره لا يكفي.
أخبار دزاير: محمد. ي