أثارت استقالة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني هذا اليوم في اجتماعه بأعضاء اللجنة المركزية بفندق الأوراسي بالعاصمة، عديد التساؤلات بشأن هذا التحول في المشهد السياسي، والذي جاء عقب التصريحات والاتهامات ” الانتحارية ” التي أدلى بها ضد كل من الأمين العام السابق والمستشار الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم ومدير المخابرات السابق الفريق محمد مدين ” توفيق، حيث تحرك قياديون وأعضاء في اللجنة المركزية للتنديد بهذه التصريحات، وتم تنظيم عدة حركات احتجاجية بعديد مناطق الوطن ردا عليها.
وعلى غير المتوقع، فقد كان رد رئيس الحكومة الأسبق ” عبد العزيز بلخادم ” على هذه التصريحات هادئا ومتزنا، واكتفى بالقول ” لو شكك في وطنيتي أسألوا الناس اللذين عرفوني في صغري و شبابي و عملي. و فيما يخص المسار الوطني و الثوري لعائلتي ما عليكم سوى أن تسألوا سكان منطقتي و سوف يجيبونك.” مما جعله يكتسب مواقع جديدة داخل قواعد الحزب العتيد بما في ذلك اللجنة المركزية للحزب.
ووفق المعلومات، فإن الخرجة ” الانتحارية ” للأمين العام السابق للحزب العتيد عمار سعداني لم تكن بإيعاز من الرئاسة، ولم يكن على دراية بمستوى العلاقات الطيبة التي تربط شخصية عبد العزيز بلخادم برئيس الجمهورية ومحيطه.
وحسب بعض المحللين للمشهد السياسي، فإن هذه المرحلة ستعرف تغليب منطق التعقل والرزانة في أوساط الحزب العتيد، بدل منطق ” الشكارة”، من أجل سد الثغرات التي فرّقت الصفوف، وتحقيق إجماع، يساهم في اكتساح الأفلان للتشريعيات القادمة، إذ كانت البداية ـ حسب هؤلاء ـ باستقالة عمار سعداني لتليها إجراءات ولقاءات أخرى بين الفرقاء مستقبلا للتوصل إلى الإجماع المطلوب.
أخبار الجلفة : كريم يحيى